إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - حاصرت القوات البرية الباكستانية على مشارف بلدة كوتكاي بإقليم جنوب وزيرستان (شمال غرب)، مسقط رأس زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود، استعداداً لاقتحامها في اليوم الثالث من عملية «درب الخلاص» العسكرية التي تشنها ضد المتمردين. وتوقع مسؤول عسكري السيطرة على كوتكاي خلال الساعات القليلة المقبلة او غداً الثلثاء، فيما افاد شهود بأن الألغام المزروعة بكثافة اجبرت قوافل المدرعات على التحرك ببطء شديد. وأكد ان المقاومة «غير شديدة»، لكنه لم يستبعد استدراج المسلحين القوات الحكومية الى داخل البلدة لنصب مكمن لها، علماً ان الجيش يحرص على حماية قواته للحيلولة دون وقوع هجمات مثل تلك التي تشنها «طالبان» على الدوريات المكشوفة، ما الحق خسائر كبيرة في صفوف الجيش في عمليات سابقة. وأعلن الجيش مقتل تسعة جنود و78 مسلحاً في الهجوم على جنوب وزيرستان. وقال اللواء اطهر عباس في اول مؤتمر صحافي حول العملية ان «18 ارهابياً قتلوا خلال الساعات ال24 الأخيرة، في مقابل سقوط جنديين وجرح 12 آخرين»، مؤكداً ان «الأهداف الأبرز للهجوم هي القيادة التي نأمل بالوصول اليها». وأغلق الجيش مداخل ومخارج المنطقة، وفرض حظراً للتجول وتشوش خطوط الهاتف حتى في مناطق تانك ودير اسماعيل خان المجاورة التي فر اليها حوالى 100 الف شخص سواء سيراً على الأقدام او في شاحنات «بيك اب» مكتظة مصطحبين معهم مواشيهم وفراشهم. وصرح رحيم داد محسود من تيارزا بأنه سار مدة ثلاثة ايام للخروج مع اقاربه من جنوب وزيرستان. وقال: «قررت المغادرة حين دمرت غارة جوية منزل جاري»، مضيفاً ان «المواطنين العاديين هم ضحايا هذه العملية التي لن تقضي على «طالبان». والطرفان يقتلوننا». واتهم بعض المدنيين المشردين السلطات بإساءة معاملة القادمين من منطقة القبائل. وقال شاه بارات: «معظم القتلى من سكان القبائل الذي تعرضت منازلهم لغارات، في وقت يختبئ المسلحون في الجبال». في غضون ذلك، اعلنت السلطات ان قوات الأمن اعتقلت في مدينة كراتشي اخطار زمان، احد قادة «طالبان»، وثلاثة مسلحين آخرين، وأحبطت هجوماً كبيراً بعد العثور على اسلحة بينها منصة اطلاق صواريخ مضادة للطائرات وكمية 75 كيلوغراماً من المتفجرات وسترتين ناسفتين وقنابل يدوية. وأوضحت الشرطة ان المجموعة وقفت وراء محاولة فاشلة لمهاجمة مخزن نفط في كراتشي الشهر الماضي، مشيرة الى ان المسلحين كانوا ينوون تنفيذ الهجوم مرتدين ازياء نسائية وبراقع. وفي محادثات اجراها مع قائد القيادة العسكرية الأميركية المركزية الجنرال ديفيد بيترايوس، حض رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني المجتمع الدولي على تقديم مساعدة مالية لتمويل عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار. وشدد جيلاني على ضرورة اتخاذ البلدين إجراءات لتدعيم الثقة المتبادلة بينهما، فيما اعلن بيترايوس ان بلاده تقدر التضحيات التي تقدمها باكستان في سبيل «الحرب على الإرهاب».