واشنطن - ا ف ب، روتيرز - كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين سياسة جديدة بشان السودان كما هدد بممارسة مزيد من الضغوط عليه اذا لم يستجب لمبادراته الجديدة لوقف "الابادة والانتهاكات" في دارفور. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستعرض على السودان حوافز استنادا الى "تغيرات يمكن التحقق منها" على الارض في محاولة لانهاء العنف في دارفور واحلال الاستقرار الوضع في جنوب السودان. واوضحت كلينتون التي كانت تقف بجانبها سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة وسكوت غراتيون المبعوث الاميركي الخاص للسودان, ان "الكلمات وحدها لا تكفي". واضافت كلينتون ان "تقويم التقدم والقرارات في شان الحوافز والروادع ستستند الى التغيرات التي يمكن التحقق منها في الظروف على الارض". وقالت ان ادارة اوباما ستنتظر على سبيل المثال اجراء "انتخابات ذات مصداقية" العام المقبل كما هو مقرر بموجب اتفاق السلام الهش الذي تم توقيعه العام 2005 والذي يهدف الى انهاء عقدين من الحرب الاهلية في الجنوب. وجرى تاجيل هذه الانتخابات مرتين وسط خلافات بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة بشان التوافق وقانون انتخابي جديد. وقالت كلينتون ان السياسة الاميركية الجديدة تهدف الى "انهاء النزاع ووقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وجرائم الحرب والابادة في دارفور" لضمان التطبيق التام لاتفاق السلام الشامل الذي ابرم العام 2005 ولضمان ان لا يصبح السودان "ملجأ للارهابيين". بدورها, حذرت رايس من "عواقب وخيمة" لاي طرف في السودان يفشل في الوفاء بوعوده. واكد اوباما تلك النقطة في بيان اصدره البيت الابيض, وقال "ضميرنا ومصالحنا في السلام والامن توجب على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي التصرف بسرعة وبتصميم". وقال في بيان صدر في الوقت الذي كشفت وزارة الخارجية استراتيجية اميركية جديدة بشان السودان "اولا, يجب ان نسعى الى وضع نهاية حاسمة للنزاع وانتهاكات حقوق الانسان الجسيمة والابادة في دارفور". واضاف "اذا تحركت حكومة السودان لتحسين الوضع على الارض ودفع السلام, فستقدم لها حوافز, واذا لم تفعل ذلك فستتعرض لمزيد من الضغوط من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي". وجاء في البيان انه "في الوقت الذي يتحمل شركاؤنا الدوليون مسؤولياتهم بالتحرك, فان على حكومة السودان ان تتحمل مسؤولياتها وتتخذ خطوات ملموسة في اتجاه جديد". السودان: الاستراتيجية الأميركية الجديدة بها "نقاط إيجابية" رأى المستشار الرئاسي في السودان أن السياسة الأميركية الجديدة التي كشف عنها الرئيس باراك أوباما فيها "نقاط إيجابية"، وأنها استراتيجية تفاعل مع الخرطوم وليس عزلة. وقال المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين إن عدم وجود تهديدات بتدخل عسكري كان "مهما" ويشكل روحا جديدة عند أوباما. ولكنه قال إن السودان محبط من أن البيت الأبيض ما زال يستخدم تعبير الإبادة الجماعية فيما يتصل بدارفور. وتابع أن من المؤسف أن الإدارة الأميركية تصر على استخدام تعبير الإبادة الجماعية وهو لا يعبر عن الحقائق في دارفور.