تعتزم وزارة الشؤون الاجتماعية فتح باب التوظيف للسعوديات بشكل موسع في عدد من مناطق المملكة، للعمل في مهنة «عاملة نظافة وعناية شخصية بالمعوقين»، في مراكز المعوقين التابعة لها بعد موافقة وزارة العمل على استحداث مسميات هذه الوظيفة للسعوديات، ونجاح مركز التأهيل الشامل في الأحساء في توظيف 93 سعودية في هذه المهنة، إثر امتناع العاملات الأجنبيات عن العمل، لتأخر الشركة المشغلة لهن عن تسليمهن رواتبهن. وأكدت مديرة مركز التأهيل الشامل في الأحساء فاطمة اليعقوبي ل«الحياة» نجاح تجربة توظيف السعوديات في مهنة عاملة نظافة وعناية شخصية بالمعوقين، في محافظة الأحساء، مشيرة إلى أن «مكتب الإشراف الاجتماعي في المنطقة الشرقية، ممثلاً في مركز التأهيل الشامل في الأحساء، يعد دراسة شاملة حول ضرورة تفعيل الموارد النسائية العاطلة، واستبدال العمالة الآسيوية بالأيدي العاملة السعودية في الوزارات والمراكز التابعة لها». وقالت إن «الوزارة بدأت في تطبيق الفكرة في عدد من محافظات المنطقة الشرقية، كمدينة الدمام، التي لم تلق استحساناً، لأن الفتيات المتقدمات اشترطن الوظائف الإدارية، فيما تواصل الوزارة، بالتعاون مع مكاتب الإشراف فتح باب التوظيف لتلك المهن، والاستغناء عن العمالة الأجنبية في مناطق أخرى، مثل مكةالمكرمة، والمدينة المنورة وجنوب المملكة». وجاء توظيف السعوديات في مهنة عاملة نظافة وعناية شخصية بالمعوقين إثر الأزمة التي تعرض لها مركز التأهيل الشامل في الأحساء، بامتناع العاملات الأجنبيات عن العمل، وقام المركز بالإعلان عن وظائف للسعوديات، واستقبل المتقدمات وقام بتدريبهن، وبلغ عددهن 93 فتاة، من مجموع 300 فتاة، تقدمن لشغل وظائف رعاية وتأهيل المعوقين. وحلت الموظفات المستجدات مكان 120 عاملة، من جنسيات آسيوية. وأجرى «المركز» دراسات ومشاورات، في استبدال العمالة الأجنبية بالأيدي السعودية. وستعمل السعوديات على خدمة 180 معوقاً، تتراوح أعمارهم بين عامين و45 عاماً، وتختلف إعاقتهم بين «إعاقة ذهنية»، و»جسدية»، تضم 60 حالة عجز تام عن الحركة». ويضم «المركز» في الأحساء أكبر عدد من المعوقين. وسبب «توقف العاملات الآسيويات عن العمل، رفض الأهالي تسلم ذويهم من المركز، ما دعا إلى إيجاد حل عاجل للأزمة»، وأدى توظيف السعوديات ال 93 إلى زيادة عدد الموظفات السعوديات العاملات في المركز، واللواتي كن لا يتجاوزن 24 إدارية ومتطوعة، عملن طوال أسبوعين على خدمة المعوقين، قبل إيجاد حل للأزمة، التي انفرجت عند توظيف سعوديات، بعد تدريبهن وتأهيلهن. وفتحت إدارة المركز باب التوظيف، بعد مخاطبة وزارة العمل، التي وافقت على «استحداث وظائف وعقود عمل توظيف للسعوديات، تحت مسمى عاملات العناية الشخصية للمعوقين». وتتقاضى الموظفات المستجدات رواتب تبلغ 1500 ريال، وكانت العاملة الآسيوية تتقاضى 500 ريال. وقسمت فترة عمل السعوديات على فترتين؛ صباحية ومسائية، تستمر كل فترة ثماني ساعات عمل، إضافة إلى اصطحاب المعوق إلى المستشفيات. وأوضحت اليعقوبي أن «إدارة المركز وضعت دراسة شاملة عن المتقدمات، ومدى استعدادهن لخدمة فئة المعوقين، بهدف تحويل خدمتهم من العمالة الأجنبية إلى السعودية». وساهم في «دعم توظيف السعوديات برنامج تنمية الموارد البشرية، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية». وأهلت «الموظفات على كيفية العناية بالنظافة الشخصية للمعوق، وتعليمه طرق التعرف على إعاقته». وأضافت أن الدراسة التي أجرتها على العاملات السعوديات المستجدات (70 عاملة)، وحصلت من خلالها على الجائزة السنوية لمكتب الإشراف الاجتماعي في إدارة الأزمات، «تتضمن الأساليب التي يتم من خلالها استغلال الطاقات البشرية المعطلة، إضافة إلى الصعوبات في توظيف العمالة السعودية، ودور تنمية الموارد البشرية في رفع الرواتب، والعديد من المحاور التي تخص وزارة المالية». وكشفت اليعقوب أن «الدراسة ترتكز على التجربة التي طبقناها في المركز وهي كيفية توظيف السعوديات في مهن لا تعمل بها إلا الأجنبيات، ومقدرة المواطنات على الانخراط في تلك المهن، للتخفيف من البطالة، والموارد البشرية المعطلة، وبعد أن اجتزنا مرحلة من النجاح في إدارة تلك الأزمة، التي كنا نتواصل مع الوزارة خلالها، طلبت الوزارة منا عبر خطابات، تزويد المراكز الأخرى بكيفية التجربة ونجاحها والأسس التي تم الاعتماد عليها وكيفية تقبل المجتمع، لذلك ومن هنا، انطلقت دراستي التي ستسلم خلال فترة وجيزة للوزارة، التي ستقوم بدورها بإرسالها لوزارات عدة». وأشارت إلى أن «المشكلة التي تعرض لها مركز التأهيل الشامل في الأحساء شملت مراكز أخرى، موزعة على المناطق، نظراً لأن الشركة التي عجزت عن تسديد رواتب موظفاتها، هي ذاتها التي تورد للعديد من المراكز التابعة للشؤون الاجتماعية». وحول النتائج التي توصلت إليها التجربة، توضح اليعقوبي «لا نزال نتواصل مع الوزارة للتعرف على كيفية تطبيق وتنفيذ الفكرة، حيث بدأت مراكز في مدينة الدمام بطلب العاملات على مسمى عاملة نظافة شخصية وعاملة نظافة، كما أن العديد من مناطق المملكة، بدأت فتح باب التوظيف على تلك المهن في المراكز التابعة للشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية».