ولنا منه الشيء الكثير لو اهتممنا به أكثر. إنه الكنز التركي، وهو قريب من أيدينا لو تحركنا له وهو ما لم نفعله حتى الآن! قالت أخبار الأسبوع الماضي إن قادة الجيش الإسرائيلي عبروا عن غضبهم وحنقهم من الحكومة التركية - ولكنهم لم ينفسوا عن ذلك الغضب، كما جرت العادة وكما يفعلون إذا غضبوا على طفل فلسطيني! وقد غضبوا من تركيا لأنها كانت ألغت مشاركتهم في المناورات العسكرية الموسمية التي كانت تجري بمشاركة حلف الناتو، بل إن ذلك الجيش ترك «موقتاً» يعض أصابعه من الغضب، فقد صرخ أحد قواده: «أن للإهانات حداً»، فصحيح أن تركيا بلد مهم لإسرائيل ولكن لتحمل إهاناتهم حدوداً، ولكن، لا، فالحكومة الصهيونية لا تقدر أن تمس تركيا، إنها لا تجرؤ إلا على انتظار من يحمل على كاهله رد الفعل، فعلى طائراته وحاملات الطائرات مهمة حمايتها مما يُغضب جنودها! إنها الولاياتالمتحدة واللوبي الإسرائيلي في الكونغرس الذي يضحي بالغالي وغير الغالي والتعيس من أجل عيون الجيش الإسرائيلي المدلل. تقول الحكومة الإسرائيلية، إن تركيا كنز استراتيجي لا يمكن التفريط به ولهذا فنحن لا يمكن أن نفرط بذلك الكنز، الذي يتمثل في الأجواء التي تمكننا من التدرب فوقها واستكشاف ما حولها وفي مبيعات الأسلحة والمعدات العسكرية، وأشياء أخرى يمكن الحصول عليها. الإسرائيليون لا يريدون التفريط أبداً، وهناك الولاياتالمتحدة التي من الممكن أن تضحي ببعض فلذات أكبادها، أليس هناك من يجعل من الجمر تمراً؟ ضحت الولاياتالمتحدة بالكثير من الأبناء في أكثر من مكان من أجل عيون اللوبي العتيد، وها قد فعلت مرة أخرى فقد امتنعت عن الاشتراك في تلك المناورات! ألم يقل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون: «إن المناورات مع تركيا ليست شأناً إسرائيلياً فحسب بل شأن أميركي وأوروبي»؟ إنها قضيتهم، يقول داني أيلون: «فلندع الآخرين يعالجون القضية». وهي قضية محلولة - كما قرأنا - فالمناورات هذا الأسبوع معهم تاريخية وغير مسبوقة، فعلى شواطئ الأرض المحتلة تشترك 15 سفينة حربية أميركية بجنودها وشبكة دفاعها الجوي، إنها أضخم مناورات عسكرية مشتركة في تاريخ العدو الإسرائيلي، ويقال وما أكثر ما يقال، إن هدفها التصدي لهجوم صاروخي قد تتعرض له إسرائيل، من إيران وربما من الآخرين! والآخرون فقط هم الذين قضيتهم غير محلولة، فقضيتهم دائماً تنتظر بينما الكنوز تتخطف من حولهم ومن تحت أرجلهم، فقد انتظروا ميتشل، وقبله بيكر، ودينيس روس، وفيليب حبيب، وسيء الذكر كيسنجر، وانتظروا من لا أتذكره الآن، وظلت المستوطنات تُبنى مكان البيوت التي تُهدم بواسطة الجيش المدلل، وظل المستوطنون يُحضرون لها من أرصفة العالم البعيدة. ويا كنزنا المرصود متى تفتح أبوابك فقد مللنا الطرق ولا من مجيب؟ [email protected]