في الوقت الذي حذّرت فيه الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من إمكان تعرّض عدد من مناطق المملكة لموجة حادة من الغبار والرياح، واستمرارها خلال الفترة القليلة المقبلة، أعلنت الجهات الأمنية والخدمية في عموم مناطق المملكة تأهبها واستعدادها للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، سواء من المستشفيات أم إدارات المرور وغيرها، داعية إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الأجواء التي تشهدها المملكة حالياً. وفيما ينتظر أهالي المناطق الشمالية، ولاسيما تبوك والحدود الشمالية والجوف، قدوم الزائر الأبيض «الثلج» خلال هذه الأيام، عمت أجواء غابرة منطقتي الرياض والشرقية، بينما ظلت الأجواء على حالها في المناطق الواقعة غرب السعودية. ووجّهت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض، جميع المستشفيات والمراكز الصحية برفع درجة الاستعداد في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى الذين قد يتعرضون لأية مشكلات صحية، بسبب موجة الغبار التي شهدتها جميع مدن ومحافظات المنطقة. وأكدت صحة الرياض تكامل استعدادات جميع المستشفيات التابعة لها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء أكانوا من كبار السن أم الصغار، نظراً إلى ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين، وخصوصاً من المصابين بمرض الربو والحساسية الصدرية وأمراض الرئة. وحذرت صحة الرياض في بيان لها، من تأثيرات موجة الغبار التي تكون كبيرة على الأطفال، وخصوصاً أن ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه والتي يتم استنشاقها مع الهواء تمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية، وقد يستقر بعضها في مقدم أجهزة التنفس العليا، وخصوصاً الأنف والحنجرة، بينما تمر الأحجام الصغيرة منها فتتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية، ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة، متسببة في صعوبة التنفس أو الالتهابات الرئوية. وقالت المديرية في بيانها: «على المصابين بمرض الربو اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن مثيرات الحساسية، وبعدم مغادرة المنزل في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتباع إرشادات الطبيب بدقة، واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الرَّبوية، واستخدام الكمامات الواقية من تسرب الغبار إلى الجهاز التنفسي في حالات التعرض المباشر للأتربة المتطايرة في الأماكن المفتوحة». فيما طالب مرور منطقة الرياض جميع المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر واتباع إرشادات السلامة، وخصوصاً سالكي الطرق والمسافرين براً بين المحافظات، بسبب تدنّي الرؤية التي يتوقع استمرارها حتى منتصف الأسبوع المقبل. وأضافت في بيان لها: «بحسب ما ورد من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، عن تأثّر منطقة الرياض بموجة رياح وغبار تتسبّب في تدنّي الرؤية، فإننا ندعو المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر، وخصوصاً خلال إجازة نهاية الأسبوع، التي قد يكثر فيها السفر براً بين المحافظات». وفي تبوك، تتأهب الأجهزة الأمنية والإدارات الحكومية للحال المناخية التي اجتاحت دول لبنان وسورية والأردن، وبدأ تأثيرها يظهر في شكل جلي على المناطق الشمالية للمملكة، ولاسيما منطقة تبوك التي يزورها الضيف الأبيض «الثلج» سنوياً. ووسط الاستعدادات للقطاعات الحكومية، ينتظر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تساقط الثلوج على جبل «اللوز» ومنطقتي «الظهر» و«علقان»، والتي يتردد عليها كثير من الزوار. وأسهم موقع محافظة النماص في منطقة عسير في تدني درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر المئوي خلال أيام الشتاء، إذ إنها ترتفع عن سطح البحر أكثر من 2000 متر، كما تعانق جبالها المرتفعة السحب التي تغطيها في شكل كلي أو جزئي معظم أيام السنة، ما يجعل مناخها معتدلاً في فصل الصيف. و«النماص» تقع على بعد 150 كيلومتراً شمال مدينة أبها، ويبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة. فهد بن سلطان: ننعم بأجواء ممتعة وجميلة.. ولم نتلقَّ شكاوى { تبوك - «الحياة» أكد أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان أن المنطقة تنعم هذه الأيام بجو ممتع وجميل، ودرجات الحرارة هي درجات متوازنة وليس هناك أمر غير عادي والأمور تسير في شكل طبيعي. وأوضح الأمير فهد بن سلطان خلال ترأسه اجتماع ضم الإدارات الخدمية والأمنية المختصة بالتعامل مع الأجواء والمتغيرات والمناخية التي تمر بها المنطقة أمس، أنه واجب على كل الأجهزة المعنية والأجهزة الخدمية أن تكون جاهزة لأي طارئ، من رياح أو أمطار أو ثلوج وهذا الأمر معمول به والترتيبات جاهزة. وأَضاف: «الدولة أعزّها الله وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمده الله بالصحة والعافية - حريصة كل الحرص أن يكون المواطن في أي مكان سواء أكان في مدينة أم محافظة أم مركز أم مزرعته أم في مكان تواجده للرعي في البادية أن يجد كل الرعاية وأن تكون مؤمّنة له، وهذا ولله الحمد ما هو متوافر ومؤكد عليه». وأفاد بأن منطقة تبوك دائماً حريصة على هذا الأمر وهذا من أولى أولوياتها، مبيناً أن الاهتمام من ولي العهد وولي ولي العهد هو على الأمر ذاته والتأكيد عليه، مضيفاً: «والدولة متوفر لديها الكثير، ونحن في المملكة نقدم مساعدات للدول المتضررة في جميع أنحاء العالم وبالتالي بلادنا متوفر فيها الكثير والكثير». وقال إنه حتى هذه اللحظة (أمس) لم يأتي للإمارة أي طلب أو شكوى من هذا النوع وكل شي موفر وسيوفر كذلك للأسر ولكل فرد، والذين لا تتوافر لهم هذه الحاجات أرجو من يسمع ويقرأ كلامي هذا أن يبادر بالاتصال في أقرب مركز أو محافظة ويبلغهم بهذا الأمر»، وأشار إلى اجتماعه مع مندوبي وزارات المالية والشؤون الاجتماعية، والصحة، والنقل وجميع الجهات الخدمية، وكل ما هو مطلوب موفّر وإذا احتاج الأمر سيوفر.