هي لقطات تنكأ الجروح «الزرقاء» تعيد المدرج الهلالي في هذا الوقت تحديداً إلى زمن يؤلم استحضاره اليوم، صور تجمع مدرب المنتخب السعودي أولاريو وكوزمين ومدافعه أسامه هوساوي وماجد المرشدي والكوري لي يونغ بيو، تذّكر أنصار «الزعيم» زمناً غير بعيد كان فيه الهلال سيد الكرة السعودية. لكن الأمر اليوم ما عاد كذلك، فالمدرب الموقت للمنتخب السعودي سيعود إلى حيث كان في الأهلي الإماراتي، بعد أن ترك الهلال عام 2009، فيما غادر أسامة هوساوي إلى الأهلي قبل ثلاثة أعوام، وفي غير اتجاه ذهب زميله ماجد المرشدي ليمثل الشباب حالياً، بعد أن استغنى الفريق الأزرق عن خدماته الموسم الماضي، وفيما لا يبدو مشهد كل مغادر للزعيم على حدة مهماً لأنصار الفريق، إلا أن الذكريات التي جمعتهم في مقر النادي العاصمي وغيابها عن واقع المدرج الأزرق اليوم قادرة على عكس واقع التراجع الذي يعيشه الهلال. الصور التي لاقت رواجاً واسعاً يوم أمس، جاءت على خلفية زيارة اللاعب الكوري الجنوبي لي يونغ بيو إلى مقر معسكر المنتخب السعودي في سيدني قبيل المباراة التي تجمع أبناء منتخب بلاده بزملائه السابقين، لكن تلك الزيارة لا تمثل الرابط الوحيد بين يونغ وزملائه في الهلال، فرحيله عن النادي عام 2011 لم يرسم نهاية العلاقة. على عكس جُل زملائه من اللاعبين الكوريين، عرف الكوري يونع بيو من النجاحات في السعودية ما لم يعرفه كل أبناء جلدته الذين نقلتهم التجارب إلى الخليج، إذ رافق الهلال في موسمين حصد خلالهما لقب الدوري والكأس مرتين متتاليتين، كما سجّل اسمه واحداً من أبرز العناصر بعد أن تحصل على أعلى دقائق مشاركة في مباريات الدوري السعودي عام 2010. كل تلك النجاحات ما كان من الممكن أن تتحقق للاعب بلغ ال34 من عمره، ما لم ينجح في استغلال كل الظروف من حوله والتأقلم مع مشهد لا يشبه الشرق الآسيوي في شيء، وهو ما حدث بالفعل، إذ لم يمنع غياب اللغة المشتركة يونغ من بناء علاقة مميزة جداً بزملائه في الهلال، فكان كثير الحضور في مناسبات محلية بحته. علاقته بزملائه داخل النادي في التدريبات اليومية أو حتى بعدها توحي دائماً بالتقدير الخاص الذي حظي به. كثيراً ما كانت الجماهير السعودية تلتقي يونغ خارج الملعب، إذ كان حريصاً على خوض تجربة الحياة في السعودية بكامل فصولها مستثمراً كل فرص مرافقة زملائه من أبناء البلاد إلى المطاعم أو المقاهي بعد نهاية الحصة التدريبية، أولئك الذين منحتهم الصدفة فرصة لقاء اللاعب الكوري في الرياض سيخبرونك في الغالب أنه ليس بحاجة إلى مترجم في رفقة زملائه فمزيج من كلمات عربية منطوقة بشكل خاطئ، وإنكليزية يجيدها لكنه يحاول تبسيطها لمحادثيه، خلقت لغة مشتركة قادرة على فك غموض الأحاديث التي تجمعه باللاعبين السعوديين أو حتى الجماهير. وعلى رغم تقدمه في العمر إلا أن يونغ بيو أصر على مواصلة مشواره الكروي، إذ ترك الهلال عام 2011 بعد أن تأخرت إدارة النادي في الدخول معه في مفاوضات لتجديد عقده. من الرياض وبعد رحلة طويلة حطّ اللاعب الكوري رحاله في فانكوفر الكندية وانضم إلى فريق المدينة «فانكوفر وايت كاب». خاض مع فريقه الجديد أكثر من 65 مباراة بين كانون الأول (ديسمبر) 2011 وتشرين الأول (أكتوبر) 2012 وسجل هدفاً وحيداً، وهناك قرر الاعتزال، على رغم مطالبات النادي الكندي وجماهيره للاعب بالاستمرار، لكنه قرر إنهاء مسيرته، كما رفض العمل ضمن الطاقم الفني للفريق، على رغم أنه لم يخفي على زملائه في الرياض رغبته في خوض تجربة تدريبية كجزء من حلم مؤجل. اليوم يعمل لي يونغ بيو محللاً تلفزيونياً لقناة كورية، إذ ظهر تلفزيونياً للمرة الأولى في مونديال البرازيل عام 2014، وينتظر أن يعيد التجربة في مونديال القارة الآسيوية هذا العام، الرأي الفني الذي يقدمه اللاعب الكوري يأتي مهماً جداً بالنسبة لأبناء بلاده، لاسيما وأنه عرف من الأمجاد الكروية الكثير بعد أن حقق مع زملائه في المنتخب أكبر انجاز في تاريخ البلاد والمتمثل في برونزية مونديال 2002، إضافة إلى تجربة احترافية أوروبية مميزة بدأها عام 2003 مع نادي آيندهوفن الهولندي قبل أن ينتقل عام 2005 إلى توتنهام الإنكليزي ومنه في عام 2008 إلى نادي بروسيا دورتمند الألماني، قبل أن ينتقل منه إلى الهلال عام 2009. حافظ يونغ على علاقته المميزة بالهلال ولاعبيه، سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أم الاتصالات الهاتفية، وتفاعل كثيراً مع جماهير الفريق غير مرة، أبرزها تقديمه التهنئة إلى مدرب الفريق الأول السابق سامي الجابر عبر «تويتر» الموسم الماضي في تغريدة تفاعلت معها الجماهير، إضافة إلى مباركته للجماهير واللاعبين بكل الإنجازات التي تحققت بعد رحيله، فيما تفاعل لاعبو الهلال مع اعتزاله بشكل لافت، إذ تمنى له لاعب الهلال عبداللطيف الغنام التوفيق بعد الاعتزال من خلال ثلاث تغريدات كتبها اللاعب السعودي باللغة الكورية العام الماضي، قبل أن يعود لترجمتها إلى السعودية.