بكين، واشنطن، باريس – أ ف ب، رويترز، أ ب – وجهت الصين ضربة جديدة الى جهود الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات إضافية على ايران بسبب برنامجها النووي، اذ اكدت نيتها تعزيز علاقاتها بطهران، مجددة الدعوة الى «تسوية سلمية» لملفها النووي.ونقلت الخارجية الصينية عن رئيس الوزراء وين جياباو قوله خلال لقائه محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني والذي شارك في اجتماع عقدته «منظمة شنغهاي للتعاون»، ان «الصين مستعدة لمواصلة أداء دور بناء في البحث عن تسوية سلمية للمشكلة الإيرانية»، مشدداً على ان «العلاقات الصينية - الإيرانية شهدت تطوراً سريعاً، اذ عزز البلدان وعمّقا تعاونهما في مجالي التجارة والطاقة خلال السنين الأخيرة». وأضاف إن الصين «ستبقي على العلاقات البارزة مع إيران، وتعزز التفاهم والثقة المتبادلين، وتشجع التعاون العملي بين الجانبين والتنسيق الوثيق في الشؤون الدولية». وتأتي تصريحات وين جياباو بعد قول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في بكين انه «من المبكر جداً» مناقشة فرض عقوبات على إيران. وقال: «لا داعي لترهيب الإيرانيين. يجب البحث عن تسوية. وإذا لم نجد تسوية وانتهت المناقشات بالفشل، يمكننا الحديث عن خطوات إضافية». وعلى رغم فشلها في نيل دعم المسؤولين الروس لفرض عقوبات إضافية على إيران، خلال زيارتها الأخيرة الى موسكو، واصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصريحاتها المتفائلة في هذا الشأن. وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن «المسؤولين الروس قطعوا مسافة كبيرة خلال الأشهر الستة الماضية، في اتجاه الاعتراف بخطر البرنامج النووي الإيراني، وأقروا في المحادثات الخاصة أن هناك حاجة للتحرك ضدها إذا فشلت الجهود الديبلوماسية». وأضافت: «نحن متفقون على نحو كامل مع الروس في هذا التوجه، كما أننا متفقون على اعتماد إجراءات أخرى مثل العقوبات، للضغط على إيران في حال عدم نجاح الحوار الديبلوماسي معها». الى ذلك، اعربت فرنسا عن املها بالتوصل لاتفاق مع ايران خلال الاجتماع في فيينا الإثنين المقبل، «يُترجم بإخراج 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب من هذا البلد قبل نهاية العام 2009 من منشأة ناتانز الى روسيا لإعادة تخصيبه». وقالت كريستين فاج مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان «الاتفاق سيتيح على المدى القصير تقليص خطر ان تتمكن ايران من تحويل هذا اليورانيوم لصنع سلاح نووي»، على ان «تحصل طهران عندها على ضمانة تأمين الوقود على المدى الطويل من اجل انتاج النظائر المشعة لأغراض طبية». جاء ذلك بعد اعلان البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي شددا خلال محادثات هاتفية على «ضرورة الاستمرار في مقاربة دولية موحدة لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية». وذكرت الرئاسة الفرنسية ان الرجلين «أعربا عن املهما بأن يؤدي احياء الحوار الى تقدم حاسم خلال الأسابيع المقبلة، انسجاماً مع الالتزامات الدولية لإيران، وذكّرا بأن التعاون الإيراني سيتم تقويمه قبل نهاية هذا العام». في غضون ذلك، واصل مجلس النواب الأميركي ضغوطه على ايران، اذ أقر مشروع قانون يجيز للولايات والحكومات المحلية استبعاد المؤسسات التي تتعامل مع ايران في قطاع الطاقة، من الأسواق العامة. في بروكسيل، قال وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لاندو ان الدولة العبرية «ستتخذ الإجراءات اللازمة لبقائها» اذا شعرت انها في خطر بسبب الطموحات النووية الإيرانية، مضيفاً ان «الإجراءات التي اتخذتها معظم الحكومات الأوروبية، توحي بأنها لم تدرك خطورة الوضع».