شكلت تطورات الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش والقوات الدولية العاملة هناك (يونيفيل)، محور اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني ميشال سليمان وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز والمبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط روبرت سيري في قصر بعبدا أمس. وأطلع سيري سليمان على أجواء الاتصالات والمشاورات الجارية من أجل إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط. وزار سيري رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة في السراي الكبيرة وجرى عرض الأوضاع في المنطقة، في حين التقى وليامز رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون في الرابية. ، ووصف وليامز اجتماعه بعون ب «الجيد جداً»، مشيراً الى أن «البحث تركز على مسيرة تأليف الحكومة، ولقد عبرت عن دعمي للحوار المفتوح الذي اعتمده كل الأفرقاء في لبنان». وأمل بتأليف الحكومة قريباً. وأثنى وليامز على «عون في قيادته هذا الحوار مع الرئيس المكلف سعد الحريري». واعتبر «أننا في اسبوع حاسم للوصول الى حلول واتخاذ خطوات اساسية لتأليف الحكومة. وهناك روح إيجابية تخيم على المواقف بعدما كنا متخوفين». وأعرب عن ثقته بأن «هناك تطوراً قد يحصل في الايام المقبلة». ورداً على سؤال، أوضح وليامز أن البحث تناول «الوضع في جنوب لبنان، وهو في صلب اهتمامات العماد عون الذي يبحث دائماً في الموضوع. ونعتبر أن الاستقرار يجب أن يعود الى الجنوب. وهناك تحقيقات يقوم بها الجيش اللبناني ويونيفيل، خصوصاً لجهة الحوادث التي جرت مساء الاثنين، ونحن ننتظر النتائج». وتعليقاً على الانفجار الذي وقع في مرآب تابع لمبنى يملكه أحد اعضاء «حزب الله» في بلدة طيرفلسيه في الجنوب الاثنين الماضي، اعتبر «لقاء الانتماء اللبناني»، في بيان اصدره بعد إجتماعه الاسبوعي أمس، ان الحادث «يندرج في سياق الحوادث المتكررة التي تشكل تهديداً لأمن أهل الجنوب واللبنانيين». ورأى أن «التبريرات التي تعطى دائماً لهذه الحوادث تتشابه، اذ في كل مرة تحصل حادثة من هذا النوع يتم التذرع بأن الانفجار ناجم عن مخلفات من حرب تموز (يوليو)»، مشيراً الى أن «تكرار هذه الحوادث ومحاولة التستر على اسبابها، يجعل القرار 1701 مجرد حبر على ورق». كما زار سيري وزير الخارجية فوزي صلوخ، وأكد أن جولته على المسؤولين اللبنانيين هي «لإطلاع الحكومة اللبنانية على التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط في شأن عملية السلام»، الى ذلك، أعلن صلوخ في حديث الى الصحافيين أنه عندما يتسلم نسخة من التقرير عن التحقيق الذي تجريه «يونيفيل» ومخابرات الجيش، في حادثة طيرفلسيه، سيدرسه وسيتخذ الخطوة اللازمة من أجل دحض الافتراءات الإسرائيلية. وقال: «هناك تحقيق تجريه «يونيفيل» ومخابرات الجيش اللبناني وسيكون تحقيقاً موسعاً وشاملاً وكاملاً، وعندما نتسلم نسخة من التقرير حول التحقيق مصادقاً عليها من «يونيفيل» ومخابرات الجيش، سندرسه ونتخذ الخطوة اللازمة من أجل دحض الافتراءات الإسرائيلية». وعما اذا كان لبنان سيعمد الى رفع شكوى مضادة الى مجلس الأمن، أجاب: «لا نريد ان نفتعل الأمور، سندرس التقرير الذي سيردنا من مخابرات الجيش وقوات «يونيفيل»، وبناءً عليه سنقوم بالخطوات اللازمة، وقد تكون عبر رسالة الى الأممالمتحدة لدحض الشكوى الاسرائيلية او غير ذلك، لكن علينا أخذ الأمور بهدوء وتروّ لا نريد ان نستبق الاشياء بل سنبقي خطواتنا على تقارير مصدّق عليها من القوات الدولية ومخابرات الجيش اللبناني». وكان تلفزيون «المنار» بث أول من امس شريطاً مصوراً نفى فيه الرواية الاسرائيلية عن نقل عناصر من الحزب صواريخ من منزل في جنوب لبنان وقع فيه انفجار، موضحاً ان ما كان ينقل هو «باب جرار» للمرآب الذي وقع فيه الانفجار. وقال معد التقرير: «الصاروخ المزعوم الذي لاحقته طائرات التجسس الاسرائيلي لم يكن سوى باب جرار التبس شكله على احدث تقنيات التجسس الاسرائيلي».