توفي «أبو أنس الليبي»، القيادي في تنظيم «القاعدة»، في مستشفى بنيويورك، قبل أيام من بدء محاكمته في 12 الشهر الجاري بتهم التآمر لقتل أميركيين وتدمير مبانٍ وأملاك للولايات المتحدة مرتبطة بتفجيرين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وأسفرا عن 224 قتيلاً وأكثر من 5 آلاف جريح. وأبلغ برنار كلينمان، محامي «أبو أنس الليبي» واسمه الحقيقي نزيه عبدالحميد الرقيعي، صحيفة «واشنطن بوست» أن صحة موكله البالغ 50 من العمر والمصاب بسرطان في الكبد، تدهورت كثيراً خلال الشهر الماضي. ودفع «أبو أنس» ببراءته أمام محكمة مانهاتن الفيديرالية، على غرار المتهم الثاني خالد الفواز، لكن المتهم الثالث عادل عبدالباري أقرّ بذنبه. وكان القرار الاتهامي الخاص بتفجير السفارتين الذي أصدرته محكمة مانهاتن عام 2000، اتهم 20 مشبوهاً بالتورّط في الهجومين، قبل أن يُقتل معظمهم لاحقاً وبينهم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وأورد أن «مهندس المعلوماتية الليبي نفذ بدءاً من عام 1993 عمليات مراقبة وتصوير للسفارة الأميركية في العاصمة الكينية نيروبي، ثم درس مع أعضاء آخرين من القاعدة في السنة التالية أهدافاً محتملة لاعتداءات بينها هذه السفارة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومصالح بريطانية وفرنسية وإسرائيلية في نيروبي أيضاً». وأعقب ذلك نقل مجموعة أبو أنس الليبي هذه المعلومات إلى بن لادن في السودان تمهيداً لشن الهجومين». وأدرج مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) «أبو أنس الليبي» على لائحة أهم المطلوبين، قبل أن تعتقله وحدة كوماندوس أميركية في عملية نفذتها في طرابلس في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2013، ويُنقل أولاً إلى سفينة «سان أنطونيو» الحربية الأميركية في المتوسط، حيث استجوب بلا وجود أي محامٍ. وفي تشرين الأول الماضي، قال الليبي أمام محكمة مانهاتن أنه نفّذ إضراباً عن الطعام حين استجوبه رجال «إف بي آي»، وأدلى بإفادة تدينه. وكان «أبو أنس» عاد إلى ليبيا مع بداية الثورة ضد نظام معمر القذافي، وشارك في القتال مع المتمردين، علماً أنه انتمى في التسعينات إلى «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» التي حاولت إطاحة النظام وإنشاء دولة إسلامية. وبعد قمع القذافي الإسلاميين فرّ «أبو أنس» إلى السودان ملتحقاً ب «القاعدة»، وتقدّم بسرعة في صفوفه بفضل درايته في مجال المعلوماتية وأنظمة الاتصالات. كما عاش في أفغانستان واليمن قبل حصوله على لجوء سياسي في بريطانيا حيث مكث في مانشيستر حتى عام 2000، حين فرّ مجدداً إلى أفغانستان وباكستان. على صعيد آخر، طالب الادعاء الأميركي قاضي محكمة مانهاتن بسجن الإمام السابق لمسجد «فينسبوري بارك» في لندن «أبو حمزة المصري» مدى الحياة بعد إدانته في أيار (مايو) الماضي بمساعدة متشددين يمنيين خطفوا سياحاً غربيين عام 1998، وقتلوا أربعة منهم. وقال ممثل للادعاء قبل النطق بالحكم الجمعة المقبل: «تجب محاسبة أبو حمزة المصري على دوره كزعيم إرهابي عالمي نسّق مؤامرات حول العالم لتعزيز مهمته القاتلة». ويُحاكم «أبو حمزة» أيضاً بتهمة ارسال اثنين من أتباعه إلى أوريغن لإنشاء معسكر لتدريب المتشددين، وإرسال عناصر إلى أفغانستان لمساعدة «القاعدة» وحركة «طالبان». وزعم محاموه أن الاتهامات ضد الداعية تعتمد إلى حدّ كبير على اللهجة التحريضية في خطبه بمسجد لندن. لكن الادعاء يؤكّد أنه «كان أكثر من إمام بعدما حوّل كلمات الكراهية إلى فعل».