أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عزم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ترجمة معاني القرآن إلى اللغة العبرية، خلال فترة لا تقل عن سنتين،كاشفاً عن الاستعانة بعلماء الأزهر في مصر، ومترجمين ملمين باللغتين العربية والعبرية. وكان المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الوزير آل الشيخ دشن أمس، أعمال الندوة الدولية العلمية «القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - تقنية المعلومات» في المدينةالمنورة نيابة عن أمير المنطقة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز. وقال خلال حفلة التدشين: «إن الصراع في الماضي كان لنهب خيرات البلاد واستعمار البلدان الإسلامية في شتى بقاع الأرض، أما اليوم فيوجد صراع واستعمار من نوع آخر. إنه صراع على العقل، وصراع على القلوب، وتسابق إلى عقل الإنسان ليغيره وفق ما يريد أولئك، صراع على قلوب الناس لكي تكون لاهثة خلاف ما يصدره أولئك، ولهذا كان أعظم جهاد وأول جهاد أمرنا به أن يجاهد الكفار بالقرآن، «فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً». وأكد الوزير آل الشيخ أن الصراع على العقل يجب أن يواجه بحكمة وتؤدة، وتقنية ومعرفة بمسارب النفس والدخول إليها، «وإن الصراع على القلوب في تهيئتها بما يلقي إليها، ومن واجبنا أن نكون فيه من الرواد الذين يحسنون صناعة العقول ويحسنون الدخول إلى القلوب». بدوره، أكد الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كان فاتحة عطاء وفير، فكان أعظم وسيلة تنهض بخدمة الكتاب العزيز الذي تكفَّل الله (عز وجل) بحفظه بما تهيأ له من جهود وإمكانات. وقال: « لم تعد المهِمات المنوطة بهذا المجمَّع مقتصرة على طباعة المصحف الكريم فحسب، وإنما تجاوزت ذلك إلى خدمة علومه، وتسخير الوسائل المتاحة لذلك». وأضاف أن المجمع يسعى إلى تنظيم الندوات التي تثري الأبحاث العلمية الرصينة، وتنظم عقد لقاءات مثمرة بين أصحاب الاختصاص لتقديم هذه الأبحاث، واستقبالِ المداخلات والحوارات البناءة حولها، موضحاً أن «المجمع وهو الجهة المسؤولة التي شرفها الله عز وجل بالعناية بالقرآن الكريم وعلومه ونشرِه، يدرِك أهمية مواكبة التقنية الحديثة وما يسْتجد في عالمها، والإفادة منها في خدمة الأهداف النبيلة التي يُعنى بها، ومن هنا كان توجهه إلى تسخير هذه التقنية على المستوى الداخلي المختص بأنظمة الطباعة، وعلى المستوى الخارجي، وهو المنتج الذي يستفيد منه المستهدف». وأعلن الدكتور العوفي انطلاق خدمة مصحف المدينة النبوية للحاسوب «الكفِّي»، لافتاً إلى أنه برنامج حاسوبي متميز مخصص لأجهزة حواسيب الجيب التي تعمل وفق نظام تشغيل «ويندوز موبايل»، وأعدت خدماته الإلكترونية لصالح المجمع، بواسطة فريق العمل في مركز البحوث والدراسات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. أما المشاركون في الندوة فأكدوا بدورهم أن العمل على خدمة القرآن الكريم من خلال استخدام التقنيات المعاصرة يشجع عليه تطور وسائل الاتصال الحديثة، ولا سيما في ظل التدفق المعلوماتي والمعرفي الهائل الذي أضحى العالم معه قرية صغيرة يمكن التواصل بين أهلها تأثراً وتأثيراً بسهولة ويسر، إذ في حال كانت التقنيات الحديثة تعتبر من الوسائل التي يمكن استخدامها وتطويعها في سبيل خدمة القرآن الكريم، فإنها أيضاً وسائل يستغلها أعداء الإسلام المتربصون به استغلالاً سيئاً من أجل الإساءة إليه. يشار إلى أن الندوة تستمر ثلاثة أيام، ويشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين، والمهتمين بالقرآن الكريم وتقنيات المعلومات، إضافة إلى اختصاصيين في القرآن الكريم وعلومه من داخل السعودية وخارجها، وسيناقشون على مدار تسع جلسات 37 بحثاً.