أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة حرص الرياض على جعل «الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان هدفاً استراتيجياً في خططها التنموية، إدراكاً منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات، وجعلها قادرة على التفاعل مع الحضارات الإنسانية كافة والتعايش مع الآخر»، لافتاً إلى أن «المملكة حرصت كذلك على أن تكون ثقافتها مرتكزة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة». جاء ذلك في كلمة خوجة أمام مؤتمر عقده وزراء الثقافة في الدول الإسلامية في دورته السادسة في العاصمة الأذربيجانية باكو أمس، نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد، والنائب الثاني وتمنياتهم بنجاح المؤتمر. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن خوجة قوله: «لقد تابعنا باهتمام كبير الحراك الثقافي المطرد، والجهود التي بذلت لمستقبل ثقافي مزدهر في هذه العواصم الثقافية، ما يؤكد نجاح برنامج العواصم الثقافية الإسلامية الذي بدأ باختيار مكةالمكرمة عام 2005... هذا البرنامج الذي ترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تستحق خالص تقديرنا على ما تبذل من جهود لرعاية العمل الثقافي الإسلامي بقيادة المدير العام للمنظمة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري». وأضاف: «إن المملكة العربية السعودية، وهي - كما تعلمون - مهبط الوحي والتنزيل، ومسرح الكثير من الأحداث التاريخية الإسلامية ومهد اللغة العربية والشعر العربي - التي احتفلت أخيراً بيومها الوطني ال 79 - حرصت على جعل الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان، هدفاً استراتيجياً في خططها التنموية وذلك إدراكاً منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات وجعلها قادرة على التفاعل مع الحضارات الإنسانية كافة والتعايش مع الآخر، كما حرصت على أن تكون ثقافتها مرتكزة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، وهي بعون الله ماضية في تأكيده». وتابع: «ولعلكم تابعتم انطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول حوار أتباع الأديان والحضارات، التي بدأت بتنظيم المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكةالمكرمة خلال حزيران (يونيو) 2008 وتوجت أعماله باعتماد خطة عمل لمعالجة قضايا الحوار مع الآخر، إذ عقد مؤتمر مدريد لحوار أتباع الأديان والحضارات، تلا ذلك مؤتمر الأممالمتحدة في نيويورك ثم أخيراً مؤتمر جنيف، وكلها تهدف إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، ما أعطى بعداً مضافاً في مجتمع العلاقات الدولية بين الشرق والغرب». وزاد: «إننا جميعاً نحتاج إلى تضافر الجهود للوقوف ضد المحاولات الصهيونية لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية على الصعيد العمراني والثقافي الذي تضاعف بشكل خاص بعد إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام 2009 والمملكة تؤكد وتؤيد جهود الايسيسكو في هذا المجال».