استمرت متتالية التناقض بين تصريحات مسؤولي الوزارة وبياناتها الصادرة بخصوص الإجراءات الوقائية المتبعة في المدارس مع واقع المدارس نفسها. يعكس هذه النتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية والصحية في المدارس على مستوى منطقة الرياض، ما أجبر بعض مديرات المدارس على دعوة المعلمات إلى إنشاء «صناديق خيرية» لجمع مبلغ معين من المال وشراء مجموعة كافية من مواد التنظيف والتعقيم وتوزيعها على الفصول. ولم تتردد مشرفة اجتماعية (فضلت عدم ذكر اسمها) في الذهاب إلى احد محال «الجملة» لشراء المواد المعقمة من حسابها الخاص، لتتفاجأ بنفاد كميات المعقمات. إحدى المدارس الابتدائية (تحتفظ «الحياة» باسمها) تجاوزت الحد المسموح به في استقبال ملفات الطالبات المستجدات لتستمر بقبول ملفات جديدة رغماً عنها، حسبما تقول معلمة المرحلة الابتدائية في شرق الرياض «أم ريم»، ما نتج عنه تضخم في عدد الطالبات في الفصل الواحد، ليتجاوز عددهم في الفصل الواحد 40 طالبة. وأشارت إلى انه بعد حصر عدد الطالبات «سنضطر إلى وضع 5 طالبات على 4 مقاعد، وهي مخالفة للتعليمات الصحية التي توجه بضرورة وجود مسافة كافية بين الطلاب، للتقليل من انتشار المرض، خصوصاً بين صغيرات السن في المراحل التمهيدية». ووصفت المعلمة أم ريم الاستعدادات ب «المعدومة»، مؤكدة «لم تصلنا كمامة واحدة». وقالت إننا رفعنا شكوى واعتراضات لمديرة المدرسة لعدم رغبتنا في الدفع واعتذرت بدورها، ونصحت بإنشاء صندوق وجمع المبلغ والتصرف لتأمين المعقمات للبنات. وأوضحت: «اننا نواجه أزمة تكدس في الفصول، إذ تجاوز عدد الطالبات في المدرسة 800 طالبة، ولا يزال استقبال ملفات المستجدات في تزايد، وهو ما يعقد السيطرة على العملية التربوية والصحية في المدرسة ما يهدد بانتشار المرض بصورة كبيرة». وأضافت: «هناك أنباء عن مدرسة متوسطة أغلقت بسبب تسجيل حالات أصيبت بأنفلونزا الخنازير»، مشيرة الى أنها قامت بشراء ميزان لقياس الحرارة لتقيس كل طالبة قبل الدخول إلى المدرسة ومنعتها إدارة المدرسة لان ذلك يعوقها عن الحصص الدراسية. واقترحت في حال عدم توافر المعقمات وجود ممرضة تقوم بعملية الكشف، لافتة إلى أن المعلمة عليها ادوار تضغط عليها تبدأ من مسؤوليتها في تكييف الطالبة المستجدة على جو الدراسة والتدريس. وأكدت أن أوامر التربية والتعليم تركز على المنهج وتدريسه فقط، «متجاهلة الحدث الطارئ الذي نعيشه في الفترة الأخيرة». من جهة أخرى، قلصت مدرسة الأرقم الابتدائية عدد الفصول الدراسية من 16 فصلاً إلى 12 فقط لاستيعاب عدد الطلاب.وقال أبو فهد الذي يدرس ثلاثة من أبنائه في المدرسة ذاتها أن الإدارة جمعت 3 فصول في فصل واحد مع وجود تعليمات تنص على وضع مسافة متر بين كل طالبين. وأضاف: «قدم عدد من أولياء الأمور شكاوى من دون جدوى، خصوصاً ان هذه المدرسة في قلب الرياض فكيف بمدارس القرى؟». وزاد: «اعتذرت الوزارة عن إيجاد بدائل وفتح فصول جديدة لاستيعاب الطلاب»، مؤكداً أن الازدحام يهدد بانتشار المرض. من جهة أخرى، ذكرت مديرة الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم ليلى الاحيدب أن من المفترض وجود موزعين للمواد الطبية والصحية على كل المدارس عن طريق سيارات تتبع إدارة التربية والتعليم، معترفة بوجود بعض العثرات لسبب أو لآخر.