حضر مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان أمس وقائد القوات الجوية الفرنسية الجنرال يالو ميروس، تمرين «الدرع الأخضر 2» المشتركة بين القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الفرنسية في قاعدة ديجون. وهو التمرين الأول الذي تجريه القوتان في فرنسا، بعد ان كان تمرين «الدرع الأخضر 1» أجري في السعودية. وقال الأمير خالد مخاطباً الطيارين السعوديين:»يسعدني، رجال قواتنا الجوية الباسلة، أن أكون بينكم، اليوم، لأشارككم في جزءٍ من فاعلياتِ التمرينِ العملياتيِّ المشتركِ، الدرع الأخضر 2، مع قواتٍ جويةٍ صديقةٍ، مشهود لها بالكفاءةِ القتاليةِ، والخبرةِ العسكرية، والفنِّ العملياتيِّ الرفيعِ؛ فضلاً عن امتلاكها التقنيةَ المتقدمةَ. يُسْعدني أن أكون بينكم على أرضِ دولةٍ، يشهدُ لها العَالَمُ بالتزامها المواقف السياسيةِ المتزنةِ، ومراعاتها للقِيَم العادلة. قِيِمٌ وسياساتٌ أرساها الجنرال ديغول، أحد رجال عصر الزعماء العظام، وحافظَ عليها كلُّ من خَلَفَه من رؤساء وزعماٍء ولا أحد ينكرُ مواقف هذه الدولة، المؤيدة للحقِّ والعدل، وبخاصة ما شهدناه منها على أرضِ المملكةِ العربية السعودية. كما لا يخفى على أحدٍ دورُهَا العالمي، وما تبذله من جهودٍ دؤوبة لحلِّ النزاعات الدولية، والتوفيق بين أطرافها، فتحية لفرنسا، رئيساً وحكومة وشعباً وقواتٍ مسلحة. إن اشتراككم في تمرين الدرع الأخضر 2، الذي يُعَدّ استكمالاً لتمرين الدرع الأخض-1 يُبرز المستوى التدريبي الرفيع، الذي وصلتم إليه بالجهد والعرق، والمثابرة والتصميم؛ ناهيكم عن إظهاره كفاءتكم القتالية؛ فضلاً عن إكسابه إيّاكم الخبرة اللازمة بالقتال الجوي، وتنفيذ عمليات جوية في بيئة حرب إلكترونية متقدمة. آمل بأن تبلغوا ما خُطِّط من أهداف لهذا التمرين المشترك، الذي يُمَثِّلُ أرقَى مراحلِ التدريبِ، ولا سيما تبادل الأطقم الجوية الخبرات القتالية، والاستفادة الكاملة في المجالات كافة: العملياتية والاستخبارية، والإمدادية والإدارية؛ إضافة إلى الارتقاء بمستوى الاستعداد القتالي، والجاهزيةِ لتنفيذِ تحركاتٍ: عملياتيةٍ وإستراتيجيةٍ، والاضطلاعِ بمهمات قتاليةٍ جويةٍ. والأهم من ذلك، تعزيز التعاون بَيْن القوَّتَيْن الجويتَيْن: الفرنسية والسعودية. أوصيكم بالاستفادةِ الكاملةِ من هذا التمرينِ، إيجابياته وسلبياته، وأن تحققوا نتائجه المتوخاه، من رفعٍ للكفاءة والجاهزية القتالية للأطقم: الجوية والفنية، وتدريبٍ في بيئات جوية مختلفة، واكتسابٍ للخبرات اللازمة. واحرصوا على أن تعودوا سالمِينَ إلى وطنِكُم، الذي يحتاج إلى إيمانِكُم وسواعدِكُم وعقولِكُم. أشكر لكم ما تبذلونَهُ، من جهدٍ مُقَدَّر، وسلوكٍ عسكري مُشَرِّف. وإنِّي لَعَلَى ثقةٍ بِحُسْنِ تمثيلِكُم للسعوديينَ بعامةً، والقوات المسلحة السعودية بخاصةً. تحياتُ مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة؛ وسيدي صاحب السموّ الملكي وليّ العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسموّ نائبه، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنقُلُها إليكم مع ثقتهم الكاملة بقواتكم المسلحة. في الختام، تقديرنا الكامل لكلِّ من شاركَ في تخطيطِ هذا التمرينِ وتنفيذِه وإنْجَاحِه، من الجانبَيْن: الفرنسي والسعودي. إلى ذلك، قال المقدم الركن خالد محمد الحربي ان «الدرع الأخضر2» من «افضل التمارين التي شاركنا فيها نظراً إلى اختلاف الأجواء ومناطق التدريب وإجراءات الطيران، مقارنة بالولايات المتحدة». وأوضح ان «الاختلاف في قوانين الطيران في فرنسا قدم لنا اضافات تعليمية كبيرة بسبب كثافة الطيران المدني، الذي يفرض قيوداً أكثر من أي دولة اخرى خلال تنفيذ التمارين العسكرية، ما حملنا على تجاوز هذا العائق بتكتيكات افضل وقدر أكبر من التنسيق والتخطيط. وتميز التمرين برحلات بحث وإنقاذ تكتيكي لم تنفذ في تمارين أخرى حتى الآن في أوروبا». وزاد ان «الفائدة من التمرين تمثلت ايضاً في العلاقة الجيدة بيننا وبين الطيارين الفرنسيين، فكان هناك تواصل شخصي وعقد صداقات وبدأنا نخرج معاً ولو أن اللغة كانت عائقاً الى حد ما». وأكد ان «الميزة الأخرى هي ان فرنسا قوة جوية لا يستهان بها، وقيامنا بالتحليق مع قوة فرنسية، غير القوات الأميركية والبريطانية التي اعتدنا عليها أكسبنا معرفة تكتيكية جديدة كما أكسب الطواقم الفنية المساندة طريقة عمل جديدة». وذكر ان 6 طائرات سعودية من طراز «اف 15» تشارك في التمارين وقد تم تحديثها منذ 6 أشهر بصواريخ ربط آلي، ما يتيح لكل طيار ان يرى كل المعلومات الموجودة لدى الطائرات الأخرى من السرب ومن طائرات «الأواكس».