أنهى وفد حركة «حماس» في القاهرة محادثاته في شأن اتفاق المصالحة دون التوصل الى نتيجة بعدما طلب تأجيل توقيعه المقرر نهاية الشهر الجاري، مبرراً ذلك بموافقة السلطة الفلسطينية على تأجيل التصويت في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون عن جرائم الحرب على قطاع غزة نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري. وفيما قال الناطق الرسمي باسم «حماس» أيمن طه إن عدم تحديد موعد لتوقيع اتفاق للمصالحة جاء بتفاهم بين مصر والحركة، أكدت مصادر مصرية أن القاهرة ترى أن إرجاء توقيع المصالحة خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وإهدار للجهد المصري الذي بذل من أجل إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية. وأضاف طه في تصريحات الى قناة «العربية»: «نحن في هذا اليوم لمسنا تفهماً من القيادة المصرية بأن الاجواء الميدانية غير ملائمة لهذه المصالحة، وما زلنا نتشاور والقيادة المصرية ونتبادل الآراء والافكار حول تحديد موعد آخر لاتمام المصالحة. ولذلك نبحث عن توقيت يكون أكثر مواءمة لتوفير المناخات الايجابية لاتمام هذه المصالحة وانجاحها». في المقابل، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب أن أي ارجاء لمحادثات المصالحة سيكون «خطأ». واتهم «حماس» باستخدام النزاع حول تقرير غزة ذريعة لنسف اتفاق الوحدة الفلسطينية. واجتمع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مع وفد حركة «حماس» الذي ضم موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي وعضو المكتب السياسي محمد نصر اللذين وصلا ليل أول من أمس إلى القاهرة لطلب تأجيل توقيع اتفاق المصالحة من 25 الشهر الجاري، وتحديد موعد آخر لذلك. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن القاهرة ترى أن إرجاء توقيع المصالحة خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وإهدار للجهد المصري الذي بذل من أجل إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية، مشيرة إلى الجولة العربية التي قام بها كل من الوزيرين أحمد أبو الغيط وعمر سليمان كانت لدعم جهود المصالحة وتثبيت الاتفاق بغض النظر عن أي تحفظات دولية. وتابعت أن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة مطلب وطني فلسطيني يجب أن يعلو على أي أزمات، وأن يحرص الجميع على انجازه لأنه مصلحة وطنية فلسطينية عليا وخصوصاً في ظل الحصار الخانق لقطاع غزة، والتعثر الذي يعتري العملية السلمية. وشددت على ضرورة تحقيق وحدة الصف الفلسطيني ووقوف الفلسطينيين جميعاً معاً في مواجهة التحديات التي تعصف بقضيتهم. من جهة ثانية، وقع تبادل لاطلاق نار بين ناشطين في مجموعتين فلسطينيتين متشددتين في قطاع غزة، ما أوقع عدداً من الجرحى، كما افاد مصدر في أجهزة الأمن التابعة ل«حماس» وشهود. ووقعت هذه المواجهات في صبرا جنوب مدينة غزة. وحاصرت قوات الامن التابعة ل«حماس» المنطقة وعاد الهدوء اليها، وانتشرت بأعداد كبيرة في القطاع. واعلن مصدر في هذه الأجهزة الامنية أن المسلحين ينتمون جميعاً الى عائلة دغمش النافذة، لكنهم منقسمون بين «جيش الاسلام» و«الوية الناصر صلاح الدين».