أكد قائد قاعدة ديجون الجوية برونو باكانيني أن الأيام الخمسة الأولى من التمارين الجوية المشتركة مع سرب من القوات الجوية الملكية السعودية أظهرت التكافؤ والتجانس على مستوى الأداء والتبادل المجدي للمعلومات بين الجانبين. وكانت هذه التمارين بدأت في ديجون في 5 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري وتستمر لمدة عشرة أيام، وهي تشكل المرحلة الثانية من مناورات «الدرع الأخضر» التي تعقب المرحلة الأولى التي أجريت في المملكة السعودية عام 2007. وقال باكانيني، في مؤتمر صحافي عقده في قاعدة ديجون، المهم في مناورات «الدرع الأخضر 2» هو انتقال القوات السعودية المشاركة فيها للمرة الأولى الى الأراضي الفرنسية بالاعتماد على إمكاناتها اللوجيستية الخاصة. وأضاف «أن المناورات تمثل فرصة مهمة للجانب الفرنسي لأنه عندما يعمل مع القوة الجوية السعودية، يكون هناك دائماً تبادل وتقاسم للمعلومات وتنسيق على مستوى تكتيك القتال، ما يؤدي الى استفادة مشتركة وليس الى استفادة باتجاه واحد. وتشارك في التمارين 6 مقاتلات سعودية من طراز «أف 15» ومقاتلات فرنسية من طراز «ميراج» و «رافال» ومروحيات «كاراكال» إضافة الى طائرة مراقبة من طراز «آواكس» تعمل انطلاقاً من قاعدة سان ديزييه القريبة من قاعدة ديجون. وذكر باكانيني أن الطيارين الفرنسيين والسعوديين يقومون بعمليتي تحليق يومية مدة كل منها نحو ساعة، وفقاً لمهمات قد تكون قتالية أم تنسيقية، ومحددة مسبقاً من الجانبين. وقال قائد السرب الجوي الفرنسي المشارك في التمارين الكولونيل فنسان كوست، إن طياريه اعتادوا على العمل مع الطيارين السعوديين، خصوصاً أنه سبق لهم أن تدربوا معاً خلال مناورات «الدرع الأخضر 1» مشيراً الى أن لدى الجانب السعودي أساليب مماثلة لأساليب الفرنسيين وكذلك بالنسبة الى مستوى أدائهم وتدريبهم. وقال أن الخصوصية الوحيدة التي تنطوي عليها مناورات «الدرع الأخضر 2» بالنسبة الى الطيارين السعوديين هي التأقلم مع أحوال الجو في فرنسا، المختلفة جداً عن الأجواء السعودية. وعما إذا كانت ستتبع «الدرع الأخضر 2» تمارين جوية أخرى مشتركة قال كوست «ستكون هناك بالطبع تمارين أخرى نظراً للرغبة المشتركة الفرنسية - السعودية في الإبقاء على تعاونهما». وقال قائد القوة السعودية المشاركة في «الدرع الأخضر 2» العقيد الطيار حامد بن رافع العمري، ل «الحياة» إنه لمس عبر التمارين المشتركة وجود أداء مبدع من الجانبين إضافة الى الاحتراف في تبادل الخبرات. وأشار الى أنه والطيارين السعوديين الآخرين استفادوا من نظرائهم الفرنسيين في تكتيكات قتالية كثيرة، والاستفادة من التحليق في أجواء مختلفة عن أجواء السعودية. وأضاف أنه في عالم الطيران، كل طلعة جوية تنطوي على فائدة بمعزل عن الطرف الآخر المشارك فيها، وأن تمارين ديجون صقلت مهارات موجودة لدى الطيارين السعوديين. وذكر العمري أن القوات الجوية الملكية تحرص على المشاركة في كل المشاريع الدولية التدريبية وأن الدولة تنفق الكثير من أجل إتاحة الفرصة لقواتها الجوية للمشاركة بها. ورأى أن خصوصية «الدرع الأخضر 2» تتمثل في أنها المرة الأولى التي يتم فيها تحريك طائرات سعودية الى فرنسا في عملية تحليق استمرت سبع ساعات تخللتها عمليتا تزود بالوقود جواً، وأنه كان له الشرف بأن يكون أول طيار «أف 15» في العالم يهبط في قاعدة ديجون. ولفت العمري الى أن «الدرع الأخضر 2» مؤشر على ما توصلت إليه قوات الجو السعودية التي ارتقت بأدائها الى مصاف عالمي، وأن هذا ما لمسه الجانب الفرنسي خلال تمارين «الدرع الأخضر 1» جعل الفرنسيين يحرصون على مواصلة التمارين وعلى أن تكون في فرنسا.