باريس - ا ف ب - لم يخف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره التركي عبدالله غول الجمعة في باريس خلافهما حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي, الا انهما اتفقا مع ذلك على توسيع التعاون بين بلديهما. وجاء اللقاء بين ساركوزي وغول في ختام زيارة من ثلاثة ايام للرئيس التركي الى باريس. وقام الرئيسان معا بافتتاح معرض "من بيزنطة الى اسطنبول" في "الغران باليه" (القصر الكبير) قبل ان يشاركا معا في غداء عمل في قصر الاليزيه. وبعد لقاء بين الاثنين دام نحو ساعة غادر الرئيس التركي المكان من دون ان يدلي باي تصريح. وقال مستشار في الرئاسة الفرنسية "انه غداء عمل تم التطرق خلاله الى كل المسائل في جو من التعاون والاحترام المتبادل, وتم الاتفاق على ضرورة العمل معا في كل المجالات". وتابع المستشار ان الرئيس الفرنسي ذكر "بشكل واضح جدا بالموقف الفرنسي" المعروف ازاء طلب تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي, معتبرا ان "بالامكان الكلام بصراحة بين الاصدقاء". وكان ساركوزي قال خلال الحملة التي سبقت الانتخابات الاوروبية في حزيران/يونيو الماضي ان على اوروبا ان توقف "التوسع الى ما لا نهاية" معتبرا ان تركيا البلد العلماني الذي يضم 71 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من المسلمين لا يمكن ان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي. واوضح المستشار الفرنسي ان الرئيس التركي "ذكر ايضا من جهته بالموقف التركي بشكل صريح وودي". وكان الرئيس التركي دعا خلال لقاء فرنسي تركي نظمته جمعية ارباب العمل الفرنسيين الى المضي قدما في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وقال "ان تركيا تتحرك لكي تصبح متطابقة مع المعايير الاوروبية" مضيفا "لا يمكن تقييم ما وصلت اليه تركيا قبل انتهاء هذه العملية". وتابع المستشار الرئاسي الفرنسي انه رغم الخلاف حول اوروبا بين ساركوزي وغول فهما اتفقا على "الا تسمم هذه المسالة مجمل العلاقات بين البلدين واتفقا على تعزيز العلاقات الفرنسية التركية". وعلى الصعد الاقتصادية قال رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون "على رؤساء المؤسسات التركية العمل اكثر في فرنسا", فاجابه غول "نستطيع ان نقوم بما هو افضل" معربا عن الاسف في الوقت نفسه لان تركيا لا ترد على لائحة "الشركاء الاستراتيجيين" لفرنسا. ودعا ساركوزي الى "تعاون فرنسي تركي في المجال النووي المدني" الامر الذي اعتبره غول "مشجعا جدا". وسجلت خطوة اخرى الى الامام عندما اعلن الرئيس التركي انه بات بامكان المؤسسات الفرنسية المشاركة في مشروع خط انابيب الغاز "نابوكو" من آسيا الوسطى الى اوروبا الذي يفترض ان ينجز بحلول العام 2014. وكانت شركة غاز فرنسا عدلت عام 2008 عن المشاركة في هذا المشروع بسبب فيتو تركي جاء كردة فعل على اعتبار الجمعية العامة الفرنسية بان ما حصل للارمن في مطلع القرن العشرين على ايدي السلطنة العثمانية يرقى الى مستوى "حرب الابادة". ورحب ساركوزي في هذا الاطار بالتقارب الحاصل بين ارمينيا وتركيا وعزم البلدين السبت على التوقيع على اتفاق يطبع العلاقات بينهما. ورغم هذا التقدم والرغبة بتهدئة التوترات فان زيارة غول الى فرنسا لم تحل مشكلة الخلافات العميقة بين البلدين خصوصا بالنسبة الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال الاليزيه "لم يكن احد يتوقع اي اختراق بالنسبة الى الانضمام التركي الى اوروبا" معتبرا ان الزيارة "ركزت على العلاقات الثنائية".