يبدأ اليوم أبناؤنا رحلة الدراسة من جديد، أو رحلة التعلم كما يفترض أن تكون، وكما هو اسم الوزارة، وكما هو التوجيه الإلهي العظيم، وكما هي الحال التي تقتضيه بناء أمة قوية تناكب من تسنموا قيادة العلوم في العالم. استحضر مقولة ان مخرجات التعليم لا تلائم متطلبات القطاع الخاص، وما يدور في فلكها من سمة التلقين في التعليم، وأجدها ايضاً غير ملائمة، وتكرس مفهوم التعلم من أجل الوظيفة، وليس التعلم من أجل العلم، ثم من أجل العمل. احسبنا نحتاج إلى أن نقول إن مخرجات التعليم لا تخرج متعلمين أو عاملين يستطيعون الاستقلال في مهن وفنون وأبحاث تدر عليهم علماً ومالاً وخبرة وتجربة، فالفرق بين الوظيفة في القطاع العام وأختها من الرضاعة في القطاع الخاص لا يعدو كونه في بعض المواقع إلا اختلاف الأجور، وساعات العمل. معظم الخريجين ينسون ما تعلموه لماذا؟ هل لأن معظمهم تعلم من دون إقبال؟ ولن أتحدث عن تأهيل المعلمين، وعن تأهيل أماكن الدراسة وتطبيق معايير صارمة عليهما، فقد مللت مثلكم من هذه المفارقة التنموية غير المقبولة ولن يستطيع من يقرأ تاريخنا التعليمي مستقبلاً ان يفهم لماذا وكيف عندما يقارننا بمن يمتلكون إمكاناتنا المادية نفسها، بل نزيد عليهم ان لدينا قيادة تحب ان يكون بناء الإنسان معرفياً حقيقياً وليس ممثلاً في وثيقة تخرج تؤهله لوظيفة، ولا أدل من جامعة الملك عبدالله، ومن قبلها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومعهما بضع جهات مع اختلاف التخصصات تسعى ان يكون التعلم للعلم هو الأساس. والخطأ ليس في جهة التعليم وحدها، بل ان معظمه يبدأ ويتكرس من المنزل، منبع التنشئة، وكل الأفكار التي تترسخ في أذهان الناشئة الخاصة بالوظيفة، أو النجمة، أو المبلغ المستحق شهرياً للكادر الفلاني، والسلك العلاني. والمشكلة تتنامى حتى في التعليم العالي، وما يصلني من معلومات عن آليات إعداد الرسائل الاكاديمية، وآليات مناقشتها، وكيفية استثمار مخرجاتها يؤكد ان المراجعة يجب ان تكون شاملة، ولأهل دراسات الماجستير والدكتوراه شجون لعلي أكمل جمع معلوماتها وأتناولها بتفصيل قادم. يوجد بين ابنائنا من يحبون التعلم للعلم، ومنهم من برز محلياً وعالمياً، على رغم ملاحظة أن البروز في الجامعات العالمية مثلاً أفضل لجهة النوعية، ولعلكم لاحظتم أن الطالبات والباحثات كن الأبرز، خصوصاً في السنوات القليلة الماضية. الدافعية المتراخية في غالبية الطلاب، وانحسار الطموح يجعلنا ندعو خالقنا ونتمنى أن يكون كل عام دراسي أفضل، وان تكون العقليات التي تعلم والتي تتعلم أعمق. [email protected]