أعلن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أمس الثلثاء، أن ليبيا التي يمزقها انقسام سياسي كبير يهدد بابتلاع حقولها النفطية، قد تصبح مثل سورية إذا لم تتوحد حكومتها المنقسمة وتتلقى المساعدة من أجل التصدي للمتشددين الإسلاميين. وأضاف الدايري في مقابلة مع وكالة "رويترز": "إذا لم نفعل الشيء الصواب الآن فقد نشهد خلال عامين، وآمل ألا يحدث ذلك، تكراراً لما حدث في سورية عام 2014، لأن المجتمع الدولي لا يتحرك على نحو ملائم". وكرر الدايري اتهام حكومته بأن القوات التي تهاجم منشآت النفط تضم عناصر من " أنصار الشريعة" التي تصفها الولاياتالمتحدة بأنها جماعة إرهابية وتتهمها بالضلوع في هجوم أيلول (سبتمبر) 2012 على المجمع الديبلوماسي الأميركي في بنغازي. وعبر وزير الخارجية الليبي عن قلقه من أن بلاده لا تحتل مكانة بارزة في قائمة أولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما، موضحاً أنه تحدث خلال جلسة في الأممالمتحدة في نيويورك واجتمع مع مسؤولين في واشنطن من أجل "لفت انتباه المجتمع الدولي إلى تنامي أخطار الإرهاب الدولي في ليبيا وضرورة التصدي له". وقال الدايري إن حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المتمركزة شرق ليبيا، تواجه أزمة مالية خطيرة، وإنّها قد تسعى للحصول على قروض دولية. ويمثل الدايري الحكومة المعترف بها دولياً في شرق ليبيا والتي تخوض صراعاً يتزايد عنفاً على السلطة مع فصيل منافس يعرف باسم " فجر ليبيا" والذي سيطر على العاصمة طرابلس في آب (أغسطس) الماضي. وفي تحول ينذر بالسوء للأحداث، تحركت قوة متحالفة مع حكومة طرابلس المعلنة من جانب واحد في وقت سابق هذا الشهر للسيطرة على أكبر ميناءين لتصدير النفط في ليبيا، وهما السدر وراس لانوف، وامتد القتال منذ ذلك الحين إلى ميناء نفطي ثالث.