تعتزم الحكومة العراقية توجيه رسالة جديدة إلى مجلس الأمن للنظر في جدية الى مطلب بغداد تسمية مبعوث دولي مختص للتحقيق في الأدلة التي تثبت «تورط» سورية في تفجيرات «الأربعاء الدامي» وملف الارهاب عموماً. جاء ذلك في وقت أكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية أن الموقف العراقي تجاه تدويل قضية الاتهامات ضد دمشق مرتبك، ولا سيما أن الحكومة ترفض تفعيل الدور السياسي للبرلمان، وتحديداً عمل هذه اللجنة. وكشف مصدر حكومي عزم الحكومة العراقية ارسال مخاطبات جديدة الى مجلس الأمن للاسراع في تسمية موفد مختص في التحقيقات الأمنية، إلى بغداد للتقصي في أدلة تدين سورية. وقال المصدر الذي شدد على عدم كشف اسمه في اتصال مع «الحياة» إن «العراق طرح على مجلس الامن قضية شديدة الخطورة تخص دعم بعض الحكومات التنظيمات الارهابية، وطالب بتسمية مبعوث خاص يصوت عليه مجلس الامن للبحث والتقصي في الاتهامات التي توجهها بغداد الى دمشق على خلفية ايواء الاخيرة قيادات بعثية تعمل على تأجيج الأوضاع في العراق. لكن الأمين العام للأمم المتحدة اختار تكليف مبعوثه اد ميلكرت البعيد عن الاختصاص الأمني». وأوضح المصدر أن «بغداد تعتزم توجيه أكثر من رسالة الى الاممالمتحدة ومجلس الامن لتعيين مبعوث دولي مختص بالتحقيقات الدولية، كما في قضية اغتيال الحريري». وأضاف أن «أد ميلكرت المبعوث من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يعنى بملفات كثيرة في العراق، وبالتالي اقحامه في ملف الاتهامات ضد سورية يزيد من أعبائه ويعيق الوصول الى نتائج حقيقية في هذا الخصوص». وأكد أن «العراق يصر على تسمية محقق دولي مختص بقضايا الارهاب». وفيما أكد وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي في تصريح الى «الحياة» أن «بغداد ما زالت تنتظر قرار مجلس الامن تسمية مبعوث خاص للبحث في تورط سورية في أحداث آب (أغسطس) الماضي»، جدد علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي الاعلامي تمسك بغداد في تسمية محقق دولي للبحث في الادلة التي تثبت تورط سورية. الى ذلك، طالبت لجنة العلاقات الخارجية الحكومة العراقية «التعامل بجدية أكثر مع ملف تدويل الأحداث الامنية بما يتناسب وحجم الضحايا والاضرار التي اسفرت عنها تفجيرات الاربعاء». وأوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية مثال الألوسي في اتصال مع «الحياة» أنه «كان حري بالحكومة التعامل بجدية اكثر مع ملف الارهاب من خلال تفعيل الدور السياسي للبرلمان في مثل تلك القضايا واشراك البرلمان وتحديداً لجنة العلاقات الخارجية في اللجنة المختصة بمتابعة تطورات مطالب العراق في تدويل قضية تفجيرات الاربعاء الدامي. أو على الاقل اطلاعنا على آخر المستجدات والتطورات فضلاً عن كشف أدق المعلومات المتعلقة بهذا الملف الحساس». وتابع: «أجد أن الموقف العراقي في هذه القضية مرتبك».