قالت ابنة زعيم الائتلاف المعارض الرئيسي في السودان فاروق أبو عيسى (81 عاماً) ومحاميه الثلثاء إن أبو عيسى نقل إلى مستشفى للشرطة بعد احتجازه لأكثر من أسبوعين. ويرأس أبو عيسى هيئة قوى الإجماع الوطني المعارضة واحتجز في السابع من كانون الأول (ديسمبر) لتوقيعه اتفاق وحدة مع متمردين مسلحين. وقالت ابنته نهلة أبو عيسى ل "رويترز" بالهاتف أن هذه كانت المرة الأولى التي يرونه فيها منذ اعتقاله وأنهم قلقون على صحته. وأضافت أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل في القلب. وما زالت السلطات تحتجز أمين مكي وهو ناشط في الخامسة والسبعين من العمر اعتقل مع أبو عيسى بعد توقيعهما اتفاق وحدة رمزياً إلى حد كبير مع المتمردين. وداهمت أجهزة الأمن في وقت سابق هذا الأسبوع المرصد السوداني لحقوق الإنسان الذي يرأسه مكي في العادة. وقال نبيل أديب محامي أبو عيسى إن النيابة بدأت التحقيق معهما في عشر تهم من بينها "جرائم ضد الدولة" مثل تقويض الدستور وإثارة الكراهية ضد الدولة وتشجيع الحرب ضدها. وأكد أن أقصى عقوبة في حالة الإدانة في هذه الجرائم هي الإعدام. وستدرس النيابة الأدلة قبل اتخاذ قرارها بتوجيه التهم لهما رسمياً أم لا. واعتقل الرجلان لدى عودتهما من أديس أبابا، حيث وقّعا اتفاقاً يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في الخرطوم أطلق عليها اسم "نداء السودان"، وهذا الاتفاق الأول الذي يجمع طيفاً واسعاً من الأحزاب السياسية والحركات المتمردة المعارضة لنظام الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ 25 سنة. ومن بين الموقعين حزب الأمة ومتمردون وجمعيات من المجتمع المدني وجبهة قوى الإجماع الوطني التي تضم الكثير من أحزاب المعارضة. ويواجه السودان تمرداً في دارفور وفي ولايتين جنوبيتين وحذر السياسيون الذين يقيمون روابط مع المتمردين من أنهم سيواجهون عواقب. ويقول نشطاء إن قوات الأمن تشدد الإجراءات قبل انتخابات في نيسان (أبريل) من المتوقع أن يفوز بها الرئيس عمر حسن البشير. وتصر المعارضة والمتمردون على ربط قضايا المصالحة السياسية مع التقدم في إنهاء الحروب وهو موقف ساهم في انهيار محادثات لوقف إطلاق النار في وقت سابق هذا الشهر.