منحت المسلسلات التلفزيونية التي عرضت طوال شهر رمضان كعادتها السنوية «شهادات» نجاح وتفوق لعدد من الوجوه الشابة، ما جعل شركات الإنتاج تهرول إلى التعاقد معهم للمشاركة في مسلسلات جديدة يتم تنفيذها قريباً. كما لفت أداؤهم الجيد انتباه المخرجين ليعطوهم أدواراً مختلفة من حيث الكم والكيف. وفي المقابل أكد بعض هذه الوجوه أن عرض الأعمال في رمضان وعلى رغم الكم الكبير للمسلسلات أحدث نقلة كبيرة في مشوارهم الفني واختصر سنوات طويلة كان يلزمهم انتظارها لتحقيق الشهرة والنجومية. ويأتي في مقدمة هؤلاء شريف سلامة الذي قدم شخصية الشاب المصري «نبيل سالم» الذي جندته الموساد للعمل لحسابها في مسلسل «حرب الجواسيس» أمام منة شلبي وباسم ياخور. ولم يخفِ سلامة الذي شارك بأدوار صغيرة من قبل في عدد من الأعمال الفنية أنه سعى إلى إثبات جدارته خصوصاً وأنه سبق ترشيح عدد من الأسماء اللامعة لتجسيده قبل أن يتم الاستقرار عليه. وفي موازاة ذلك أشاد المخرج نادر جلال بموهبة سلامة، إلى جانب مؤلف العمل بشير الديك الذي أعلن عن «انبهاره» بموهبته لدرجة أنه يعكف حالياً على كتابة فيلم سينمائي يعود به بعد غياب طويل عن السينما على أن يقوم سلامة ببطولته. أما أحمد فلوكس الذي ترك أثراً طيباً في بعض أعماله ومنها «قضية رأي عام» أمام يسرا، فحقق قفزة كبيرة في مشواره في رمضان من خلال عرض ثلاثة مسلسلات قدم فيها أدواراً متنوعة ومختلفة وقوية كماً وكيفاً، حيث جسد شخصية الفنان أنور وجدي أمام السورية صفاء سلطان في مسلسل «قلبي دليلي» الذي تناول قصة حياة المطربة الراحلة ليلى مراد، كما قدم شخصية «فتحي العقاد» الابن الأكبر لرجل الأعمال «إبراهيم العقاد» في «الباطنية» أمام صلاح السعدني وغادة عبدالرازق وإخراج محمد النقلي، إضافة إلى شخصية شاب مريض نفسياً في «خاص جداً» أمام يسرا. وكان مسلسل «أفراح إبليس» لجمال سليمان وعبلة كامل فرصة حقيقية لسبعة من الوجوه الشابة هم أحمد صفوت الذي ظهر من قبل في مسلسل « الدالي» علماً بأنه شارك بدور ملفت أيضاً في مسلسل « ليالي»، إلى جانب ياسر فرج الذي جسد شخصية الابن الأصغر لسليمان في الأحداث، وهبة مجدي التي قدمت دورين متميزين آخرين في «الأدهم» و«قاتل بلا أجر» وسماح عبدالرحمن ودينا فؤاد، وأيتن عامر التي جسدت شخصية الفتاة التي وقع سليمان في غرامها. ومروة حسين التي لعبت شخصية زوجة ابنه الأكبر الثانية، علماً بأن مروة شاركت أيضاً في الجزء الثاني من «المصراوية» الذي كان شهادة ميلاد تلفزيونية لميس حمدان في أول تجربة لها مع الفيديو. وتكرر الأمر نفسه في مسلسل «ابن الأرندلي» الذي منح فرصة كبيرة وقوية لكل من حسن الرداد وأميرة هاني اللذين جسدا شخصيتي ابني يحيى الفخراني في الأحداث. واستمراراً لنجاحه في «الدالي» قدم عمرو يوسف دوراً لفت الأنظار إليه في مسلسل «هانم بنت باشا» أمام حنان ترك، علماً بأن العمل ذاته قدم وجوهاً جديدة أخرى متميزة ومنها محمد رمضان وأميرة هاني ومحمد جمعة الذين جسدوا أشقاء ترك في الأحداث. وواصلت نسرين الإمام تفوقها في مسلسل «أدهم الشرقاوي» أمام محمد رجب ودوللي شاهين وإخراج باسل الخطيب من خلال شخصية الفتاة الإنكليزية التي تقع في غرام «أدهم»، علماً بأنها أجادت من قبل في مسلسلي «حنان وحنين» و «قلب ميت»، وهو ما تكرر مع إيمان العاصي في «الأدهم» لأحمد عز وسيرين عبدالنور وإخراج محمد النجار، وريم البارودي في «الرحايا» لنور الشريف كما في «الباطنية»، ويوسف الشريف في «ليالي» وحسام الجندي والجزائرية سارة بسام في «قاتل بلا أجر» لحسين فهمي وفاروق الفيشاوي، وكريم الحسيني ومروة عبدالمنعم في «حقي برقبتي» لحسن حسني وماجدة زكي، ومريم أمين «وعد ومش مكتوب» لمحمود ياسين، ويسرا اللوزي وأميرة نايف وهبة عبدالغني وإيمي سمير غانم ونور الصيرفي في «خاص جداً». ويبقى السؤال قائماً حتى إشعار آخر: هل يستغل المخرجون وجهات الإنتاج نجاح هذه الوجوه الشابة استغلالاً أمثل بمزيد من الأدوار الجادة والمهمة، أم يتركونهم للصدفة وليعلو الصدأ مواهبهم الكبيرة؟