يتذكر المواطن يحيى هزازي (50 عاماً) طفولته عندما كان يلعب ويلهو مع أصدقائه في وادي دهوان بمحافظة الحرث التابعة لمنطقة جازان، والمخاطر التي واجهها جراء وجود الحيوانات المفترسة والثعابين، وجريان السيول. وقال هزازي الذي قضى معظم حياته في رعي الماشية في وادي دهوان: «ونحن نجوب هذا الوادي، لم يحصل منه أي ضرر سوى قبل40 عاماً، أثناء سيل يسمى ب«سيل الثلوث»، فقد أخذ معه أناساً وحيوانات، كون معظم السكان يسكنون بيوتاً من القش داخل الوادي» مؤكداً أنه في الوقت الحالي تعايشوا مع طبيعة الوادي، والبيوت بعيدة عن مجرى السيول. ويعد وادي دهوان من أكبر الأودية في المنطقة، ويبدأ من الأراضي اليمنية وينتهي في وادي خلب الذي يسقي أراضي أحد المسارحة الزراعية، ويعتبر من السيول المنقولة التي تروي مئات الكيلومترات من الأراضي التابعة لقرى وهجر محافظة الحرث، ويقع بين سلسلة من الجبال المتوسطة في الارتفاع التي تحيط به، ويوجد به عدد من الأشجار العطرية الجميلة كالدوش والوزاب والسيمران و الفاغي والإقحوان، وأشجار الأراك. وأصبح وادي دهوان مقصداً للزوار، وتنظيم الرحلات من أبناء محافظات المنطقة، للاستمتاع بمناظره الخلابة وجوه الجميل، لكنه يحتاج إلى توفير أماكن للعائلات، واستراحات على مشارفه تجعل منه معلماً سياحياً مميزاً. وأكد المواطن مريعي مجرشي (80 عاماً) أن قرية المعطن المحاذية لهذا الوادي هي مسقط رأسه، ويعتبر مصدر معيشي للثروة الحيوانية التي يعتمد عليها في حياتهم المعيشية، لافتاً إلى أنهم يستمتعون بقضاء معظم أوقاتهم في الوادي. وأشار أحمد شراحيلي إلى أن هذا الوادي يعتبر من أبرز الأماكن السياحية في محافظة الحرث، لكن حوادث الغرق الذي نسمع عنه في بعض الأودية أو جرف لسيارات المارة ما هو إلا مجازفة بالنفس من بعض المراهقين، مبيناً أنهم بحاجة إلى عمل كوبري بدلاً من الطرقات الموجود حالياً، الذي تسبب في تلف كثير من إطارات السيارات وتعريضها للحوادث. وأضاف أن إدارة الطرق والمواصلات تتحمل مسؤولية كل ما يحصل من جراء عدم وجود كوبري في هذا الوادي، وكثرة الطرق الرملية والجبلية في هذا الوادي تتوقف أثناء هطول الأمطار، منها وادي خلب وذهبان وسيال، ودهوان، والدحن، وجميعها تقع شمال المحافظة ووادي ليه الذي يقع في الجنوب. من جانبه، أوضح مدير الدفاع المدني في منطقة جازان العميد حمود الحساني أن محافظة الحرث تحتاج إلى متابعة أولية لكبر مساحتها، وكثرة الأودية فيها، إذ إن مركز الدفاع المدني في الحرث يقوم بتسيير دوريات لتمشيط الأودية على مدار الساعة وهناك دعم بشري وآلي يكون على أهبة الاستعداد في حين طلب الإسناد والدعم أثناء هطول الأمطار. وذكر أن إدارة العلاقات تقوم دائماً بتوعية السكان في المنطقة من مخاطر السيول وعدم النزول لبطون الأودية أثناء الأمطار، مطالباً الجميع بعدم التردد في إبلاغ غرف العمليات في المنطقة أثناء وقوع الحوادث، حتى يتسنّى الانتقال للموقع بالسرعة وعلى الوجه المطلوب. بدوره، أكد المهندس جميل حوباني أحد مسؤولي ادارة الطرق والنقل في منطقة جازان أن هناك برامج لإنشاء كباري في عدد من محافظات المنطقة ويأتي ذلك بحسب الأولوية لاعتمادها، مشيراً إلى أن وادي دهوان يحتاج الى كوبري وبصدد انتظار اعتماده ليتم البدء في إنشائه من المقاول.