اختتمت القمة السورية - السعودية ظهر امس بلقاء ثنائي بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، تناول نتائج المحادثاتبين الجانبين، قبل ان يصطحب الرئيس السوري خادم الحرمين الى مطار دمشق الدولي لوداعه مع عدد من المسؤولين السوريين والوفد الرسمي السعودي. وصدر في كل من دمشقوالرياض بيان يجمل حصيلة المحادثات السعودية - السورية. وعقدت امس ايضا اجتماعات ثنائية بين الوزراء المعنيين لترجمة نتائج القمة الى وقائع، بهدف عقد مجلس رجال الاعمال المشترك وتفعيل اقامة استثمارات مشتركة بعد توفر «الاطار التشريعي» للتعاون بتوقيع اتفاق منع الازواج الضريبي، اضافة الى البحث في «تنظيم العمالة والحفاظ على حقوقها وتبادل الخبرات حول التخفيف من مشكلة البطالة» و»التعاون بين وسائل الاعلام في البلدين والتنسيق في الاعلام الخارجي بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين والقضايا العربية». ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن وزير الاعلام السعودي عبد العزيز الخوجة قوله ان العلاقات بين دمشقوالرياض «تاريخية ومتميزة جداً» وانها ستشهد «تطوراً كبيراً في المستقبل القريب». وزاد ان محادثات الرئيس الاسد والملك عبد الله «ستحل العديد من مشاكل المنطقة لأن نتائج لقاء الأخوة دائماً مفيدة وطيبة». وقالت مصادر ديبلوماسية عربية مواكبة للقمة ان ما تحقق في قمة دمشق يمثل «ليس خطوة، بل قفزة» على صعيد العمل العربي المشترك. وقال الخوجة، في حديث الى عدد من الصحافيين السوريين بينهم مراسل «الحياة»، انه ليست هناك على جدول اعماله زيارة للبنان، داعيا اللبنانيين الى تشكيل حكومتهم بانفسهم والافادة من الاجواء الايجابية للقمة السورية - السعودية. البيان السعودي وصدر في الرياض بيان صحافي جاء فيه ان اجتماعات الملك عبدالله والرئيس الاسد «تم فيها استعراض شامل للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين وسبل ترسيخها وتطويرها وكذلك للقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الاقليمي والدولي». وقال البيان: «في هذا الصدد تم التأكيد على تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والإعلامية بين البلدين، كما تم الاتفاق على ضرورة انعقاد اللجنة السعودية السورية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة، وكذلك على تفعيل التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والجمركية والاستثمارية بالشكل الذي يسهم في تعزيز وتوثيق التعاون الثنائي بين البلدين وتحقيقاً لأمال وتطلعات الشعبين الشقيقين، وفي هذا الخصوص تم الاتفاق على عقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين وزيادة رأس مال الشركة السعودية السورية للاستثمار الصناعي والزراعي». واضاف:» كما تم في المباحثات استعراض المستجدات حول القضية الفلسطينية خاصة الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الأخوة الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تضافر الجهود الإسلامية والعربية لوقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، ورفع الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية الغاصبة عن المسجد الأقصى والتصدي للإجراءات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس الشريف». وعن لبنان قال البيان:»تم التأكيد على أهمية التوصل إلى كل ما من شأنه وحدة لبنان واستقراره من خلال تعزيز التوافق بين الأشقاء في لبنان والإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية». أما في الشأن العراقي «فقد كان هناك اتفاق كامل على أهمية أمن واستقرار ووحدة وعروبة العراق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وصولاً إلى بناء عراق مستقل ومزدهر وآمن». وخلص البيان الى القول: «كما تطرق البحث إلى الأوضاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة حيث تم التأكيد على ضرورة دعم حكومة اليمن الشقيقة وتأييد جهودها لبسط الأمن والاستقرار في جميع أنحاء اليمن والقضاء على الفتن والقلاقل التي تهدد وحدته وسلامته». البيان السوري واوردت «وكالة الانباء السورية» (سانا) ما يأتي: «عقد السيد الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ظهر اليوم اجتماعاً أجملا فيه محادثاتهما حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل للارتقاء بالعلاقات السورية السعودية التي تصب في مصلحة شعبي البلدين الشقيقين وشعوب العالمين العربي والإسلامي. وجرى الاتفاق على ضرورة انعقاد اللجنة العليا المشتركة السورية السعودية في أقرب وقت ممكن وأهمية تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال فتح آفاق جديدة وتشجيع رجال الأعمال في كلا البلدين على الاستثمار المتبادل للوصول بهذا التعاون الى مايتطلع إليه الشعبان الشقيقان». وقال البيان السوري: «وبشأن الأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أكد السيد الرئيس وجلالة الملك ضرورة وقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومواجهة اجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وتوحيد جهود العرب والمسلمين لرفع الحصار عن المسجد الأقصى». واضاف: «وحول لبنان جرى التأكيد على اهمية تعزيز التوافق بين اللبنانيين والبحث عن نقاط التلاقي التي تخدم مصلحة لبنان من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها حجر أساس لاستقرار لبنان وتعزيز وحدته وقوته ومنعته». وعن الاوضاع العراقية قال البيان: «أكد الجانبان حرصهما على أمن واستقرار العراق ودعم كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً وتحقيق المصالحة الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق مستقل حر ومزدهر. كما أكد الجانبان التزامهما بمواصلة الجهود من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وبناء تضامن عربي متين لخدمة المصالح والقضايا العربية والإسلامية وعزمهما على التنسيق والتشاور فيما بينهما لتحقيق ذلك».