«فرجت» بعد أن «ضاقت» عليهن ب«المشقة» و«الورع» من مشهد «الموت»، والعودة إلى أسرهن ب«الكفن» الذي يرتدينه كل صباح، إما بحادثة سير وانقلاب أو في مخيلتهن «وظنن أنها لن تفرج»، ليكون البرنامج الخاص لمدارس البنات في المناطق النائية والبعيدة «الحل» العملي والعاجل لنجاة المعلمات من «طرق الموت». دوام المعلمات في المناطق النائية والبعيدة كان بمثابة «النازلة» التي ضقن بها ذرعاً، بعد أن اختطف «الموت» الكثير من المعلمات وهن في طريقهن لأداء رسالتهن التعليمية، حتى اعتمد تنظيم الدوام بمدارس البنات في تلك المناطق التي يشملها البرنامج، بحيث يقتصر دوام المعلمات على ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، ك«مخرج» للحد من «الموت» و«الإصابات» نتيجة حوادث السير. وجاء اعتماد وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل لبرنامج مدارس البنات في المناطق النائية والبعيدة بعد توالي الحوادث المرورية التي طاولت العديد من المعلمات في بعض المناطق خلال الفترة الماضية، إذ عقد خلال الأسبوعين الماضيين اجتماعات متتالية مع أعضاء لجنة مختصة سبق أن وجه بتشكيلها لإيجاد حلول عملية عاجلة لتعالج وضع المعلمات في المدارس النائية، والحد من أخطار الطرق الوعرة بما لا يؤثر في الخطة الدراسية لتلك المدارس. ويعتبر القرار الجديد المعتمد من وزارة التربية والتعليم «بشرى خير» كما وصفته المعلمة «عهود الجحدلي»، بعد أن ارتدت ثوب «الكفن» لعام كامل في مخيلتها، ورسمت مشهد «الموت» وهو يختطفها كلما طرقت مسمعها قصص موت زميلاتها. وقالت ل«الحياة»: «ما إن أضع قدمي في المركبة التي تقلني من منزلي إلى المدرسة التي أعمل فيها، إلا ويعتريني الخوف من حدوث مكروه»، وتتساءل حينها: «هل سأعود إلى أهلي مرتدية ثيابي وعباءتي أم الكفن»؟ وتعتقد المعلمة سلمى الحارثي أن القرار الجديد سيخفف من حدوث الكوارث ولن يعالجها، إذ إن المشكلة في رأيها كما أوضحت ل«الحياة» ما زالت قائمة وتكمن في وعورة الطرق ووسائل النقل، مطالبة وزارتي التربية والتعليم والنقل بالتدخل السريع لحل المشكلة. وزادت: «خُفف الخوف بجرعة تقليل الأيام الدراسية، ليتمكن في قلوبنا ثلاثة أيام فقط في الأسبوع بدلاً من خمسة أيام، وما نريده هو إزالة الخوف كلياً وليس جزئياً».