لاقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة بين مصر وقطر ترحيباً عربياً واسعاً، إذ رحبت دول التعاون الخليجي بالمبادرة، وفي وقت تتطلع فيه مصر لإنهاء الملف الخلافي مع الدوحة، أكدت شخصيات مصرية أن الطريق ما زال طويلاً. وأكد مسؤولون قطريون حرص خادم الحرمين على العمل العربي المشترك، وأبدوا حرصهم على إتمام المصالحة. وقال الخبير في الديوان الأميري القطري الدكتور يوسف العبيدان: «إن اتفاق المصالحة القطرية المصرية جاء ثمرة لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ولا شك أنه سيصب في مصلحة المسيرة العربية والعمل العربي المشترك، إذ تطوى اليوم صفحة الخلافات التي تسببت في توتير الأجواء». واعتبر العبيدان «أن اتفاق المصالحة يجسد أيضاً أن وجهات النظر مهما اختلفت أبعادها وتعددت وزادت من التأزم ففي النهاية تبقى العلاقات الأخوية المتينة فوق كل شيء، وهذا ما حدث ولله الحمد في اتفاق المصالحة الذي نرجو أن يكون فاتحة خير يدفع بالعلاقات قدماً إلى الأمام، ليبرهن للعالم أجمع أن الشعوب العربية وإن تعددت الخلافات في وجهات النظر فإن الروابط تبقى فوق كل اعتبار». من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله في حديث إلى «الحياة»، عبر الهاتف من لندن، إن» دول الخليج تعتبر مصر حجر الزاوية في منطقتنا العربية»، مضيفاً: «نحن حريصون على دعم أكبر لمصر أمنياً واقتصادياً، حتى تستعيد عافيتها في شكل كامل، والفرصة متاحة للجميع في دعمها خلال المؤتمر الاستثماري المقرر عقده خلال الأشهر المقبلة». وأكد الجارالله أن المبادرة التي قادها خادم الحرمين الشريفين: «جاءت لمصلحة المنطقة ككل، ونجحت في إزالة الخلافات بين مصر وقطر، وهذه لمصلحة الدول الخليجية كاملة، والآن نتطلع لدعم مصر في شكل أكبر». وأكد السفير الكويتي لدى الدوحة متعب صالح المطوطح أن «دول الخليج وتحديداً الكويت لها اهتمام كبير بالمصالحة القطرية المصرية، ونرى أن ذلك يصب في مصلحة دول المنطقة واستقرارها»، معتبراً «أن الخلاف القطري المصري بسيط ونحن قادرون على حله بحكمة القيادات (الخليجية) وبالحكمة المصرية والقطرية». وفي شأن انعكاسات المصالحة المصرية القطرية على التعاون الاقتصادي قال الأمين العام المساعد لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية لقطاع الدراسات والمعلومات الصناعية محمد خميس المخيني إن: «التبادل التجاري بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي مهم جداً، من حيث الاستثمار أو المشاريع المشتركة، وسواء أكان المستثمر مصرياً أم خليجياً». وأكد أن العلاقات الطيبة بين مصر وقطر ستنعكس إيجاباً على التعاون الصناعي والاقتصادي بزيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين وزيادة حجم الاستثمارات الذي ضعف في الفترة الأخيرة، والآن فإن المصالحة مهمة وجاءت في وقتها، من حيث إن مصر محتاجة لدعم اقتصادي وصناعي واستثماري من دول الخليج.