طالب المجتمعون في الندوة الدولية عن إدارة الكوارث في الرياض أمس، بالاهتمام برفع قدرات نظم الإنذار المبكر وتأهيل كوادر مدربة ومتخصصة في الدراسات الجيوتقنية ودرس المخاطر الجيولوجية لفحص المواقع الإنشائية في المدن التي تتصف بتضاريس جبلية ونشاطات بركانية، ووضع آلية لمواجهة الكوارث لتحديد مشاركة المنظمات والسلطات الدولية والمحلية في تنفيذ عمليات مواجهة حالات الطوارئ. وأوضح البيان الختامي للندوة أمس، أن مؤتمرات عدة في ألمانيا واليابان وغيرهما أكدت ضرورة الاهتمام بالمخاطر الزلزالية والفيضانات والأعاصير والجفاف والكوارث التي لا تراعي حدوداً وتشكل خطراً كبيراً على المجتمعات وتعرقل التقدم الاجتماعي والاقتصادي ولا سيما في البلدان النامية. وقال البيان إن تزامن عقد هذه الندوة مع وقوع زلازل في إندونيسيا ومد بحري (تسونامي) وفيضانات في غيرها من الدول خلفت عدداً كبيراً من الضحايا والمصابين والمنكوبين والمتضررين، ويؤكدون أهمية بناء قدرات وطنية وإقليمية ودولية للتصدي وبشكل مباشر وفعال لآثار الكوارث. وأشار البيان إلى أن توصيات المنتدين توصلت إلى أهمية مراجعة الخطط المستقبلية المتعلقة بإدارة الكوارث من وقت لآخر لتحديث المعلومات بالتنسيق الفاعل لمواكبة المستجدات ورفع مستوى مراكز العمليات في كل دولة لتتفق مع التطور العلمي في سُبل مواجهة الكوارث، وبما يكفل تضافر الجهود والتكامل بين الدول كافة لمواجهتها، وضرورة تشجيع نقل المعرفة وإجراء تمارين وخطط فرضية لمواجهة الكوارث من خلال الشراكة والتواصل بين البلدان والمنظمات الدولية. كما أوصى البيان الختامي بتنسيق جهود العاملين في مجال إدارة الكوارث من حيث الاستفادة من الآليات والخدمات المتاحة على المستوى الدولي المتوافرة في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مع ضرورة قيام المكتب المذكور برفع التوعية العامة بين الدول لمعرفة ما لديهم من خدمات وآليات متاحة. وحض البيان الختامي الدول والمنظمات الدولية كافة على تعزيز التعاون في ما بينها وعقد اتفاقات وتفاهمات ثنائية وإقليمية ودولية، والعمل ضمن شراكات لوضع وتعزيز الترتيبات اللازمة لمواجهة الكوارث في المراحل كافة، وأهمية تأهيل كوادر مدربة ومتخصصة في الدراسات الجيوتقنية ودرس المخاطر الجيولوجية لفحص المواقع الإنشائية في المدن التي تتصف بتضاريس جبلية ونشاطات بركانية وانخسافات أرضية وإنزلاقات صخرية وفيضانات والحرص على إلحاق هذه الكوادر بالندوات والمؤتمرات المحلية والدولية لاكتساب الخبرات والتجارب في هذا المجال. ولفت البيان إلى إهمية وضع آلية واضحة لمواجهة حالات الكوارث يحدد فيها كيفية مشاركة المنظمات الدولية والسلطات المحلية والمؤسسات في تنفيذ عمليات مواجهة حالات الطوارئ مع التأكيد على دمج إدارة الكوارث ضمن التخطيط الدائم للتنمية المستدامة. كما يرى المنتدون إلى أن عدم الاهتمام بالجوانب النفسية والصحية يحد من عطائهم وبسالتهم في المواجهة، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى التدقيق في اختيار هذه العناصر وتقديم الحوافز والمميزات لهم لبذل مزيد من العطاء. وتوصي الندوة إلى تعزيز القدرات المحلية للدول من حيث زيادة الإمكانات البشرية والآلية ورفع مستوى التدريب لمواجهة كوارث المواد الخطرة، وذلك في ظل التنامي والاستخدام المستمر لهذه المواد، إضافة إلى المخاطر المترتبة على استخدام أسلحة الدمار الشامل. وأضاف البيان: «اتضح من خلال بعض الأبحاث المقدمة للندوة تزايد الأخطار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وأنها في تصاعد مستمر، ويتطلب اهتمام الدول بالانضمام إلى جانب قرارات المؤتمرات الدولية والإقليمية وتنفيذها لمواجهة كوارث الاحتباس الحراري والتغير المُناخي من أجل مستقبل أكثر أماناً حفاظاً على مستقبل الأجيال المقبلة». ولفت البيان إلى أن ظاهرة المد البحري (تسونامي) من أعنف الكوارث القدرية التي أودت بحياة الآلاف من الأشخاص وشردت الملايين، إذ توصي الندوة بالاستفادة من تجارب الدول التي تعرضت لهذه الظاهرة من ناحية كيفية مواجهتها وإدارتها وإجراء المزيد من الدراسات الكفيلة بالتقليل من آثارها. كما تشكل حوادث الحريق في الغابات هاجساً لدى بعض دول العالم لما تخلفه من آثار تدميرية ما يتطلب تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة في المحافظة على الغابات وإنشاء شبكة طرق لتغطي جميع المساحات، وهو ما أمكن من أجل سرعة وصول فرق المكافحة في حالات الطوارئ، وتفعيل التعاون الدولي لمواجهة هذا النوع من الكوارث. وأكد المنتدون أهمية الإنذار المبكر كأداة فعالة لإنقاذ الأرواح والممتلكات في حالات الكوارث والطوارئ واعتباره عنصراً أساسياً في التقليل من مخاطر الكوارث والاهتمام برفع قدرات نظم الإنذار المبكر والأخذ بكل ما هو نموذجي ومتجدد في هذا المجال. وتوصي الندوة إجراء دراسات مستفيضة لتحسين عمليات الرصد الزلزالي باستخدام نماذج سرعات ملائمة للموجات الزلزالية وبرامج تقنية حديثة لتحديد المواقع الزلزالية بدقة عالية، ورصد النشاطات بالقرب من الصدوع العادية حتى يمكن الحصول على مواقع جديرة بالثقة وآمنةً زلزالياً ومدعومة بأعماق صحيحة وحلول دقيقة لآلية البؤرة، والذي بدوره سيعمل على توضيح زلزالية المناطق وعلاقتها بالعمليات الحركية الاتساعية. كما أن العمل التطوعي ركيزة أساسية وفعالة في مواجهة الكوارث، إذ أشار المجتمعون إلى نشر الوعي التطوعي واستقطاب المتطوعين من الجهات والمؤسسات الرسمية والشعبية وتأهيلهم للاستفادة منهم في هذا المجال، وإيجاد فرق متخصصة في الجوانب النفسية والاجتماعية لمعالجة الحالات المتضررة من آثار الكوارث والاستعانة بالمتخصصين في هذا الشأن، وتعزيز الجانب الأمني في حال وقوع الكوارث لما يصاحب الكارثة من أعمال تخريبية.