أبدى معلمون أسندت إليهم مهمة التوعية ببرنامج مكافحة أنفلونزا الخنازير في مدارسهم تخوفهم من تفشي الفيروس الوبائي بين طلاب المدارس المستأجرة، لما تشهده فصولها من اكتظاظ شديد، مبدين شكهم في مدى جدوى برنامج وزارة التربية والتعليم.معلم العلوم رشيد العودة بدأ حديثه مع «الحياة» بتساؤل حول إمكان تطبيق البرنامج في المدارس المستأجرة، «خصوصاً أن التعليمات التي تلقيتها في البرنامج توصي بترك مسافة متر بين أي طالب وآخر، وهذا أمر مستحيل في ظل واقع المدارس المستأجرة التي تكتظ فصولها بالطلاب». وقال: «البرنامج جيد (مدته يوم واحد)، ويطرح استعدادات المدارس وتجهيزها بالوسائل الوقائية التي تمنع انتقال العدوى إلى الطلاب وتوفير غرف العزل». وأضاف: «لكن ما جدوى البرنامج؟ ونحن ندرك أن المباني القديمة المستأجرة لا تعدو عن كونها بيوتاً قديمة غرفها صغيرة ومزدحمة بالطلاب». واعترض العودة على تكليف معلمي العلوم بمهمة التوعية في منطقة حائل، فهم يعانون في الأساس بحسب قوله من نقص، ونصابهم التدريسي مكتمل، مستغرباً من عدم تكليف محضري المختبرات وإداريي المدرسة بهكذا مهمات». ويوافقه الرأي المعلم لافي الشمري الرأي، «فالحساسية في ذروتها الآن ويصعب التفريق بينها وبين مرض الأنفلونزا لا سيما انه لا يوجد جهاز لكشف المرض في منطقة حائل، فالتحاليل المخبرية تحال إلى منطقة الرياض». ويشير إلى أنه بحسب ما ورد في تعليمات الدورة التدريبية فإن وزارة التربية والتعليم ستؤمن أجهزة قياس حرارة للمدارس بحسب المواصفات الفنية المعدة من وزارة الصحة، إضافة إلى تأمين مطهرات ومعقمات الأيدي في المدارس، وتأمين الوسائل التوعوية والإعلامية للمدارس، وتزويد إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بنسخ من المواد التدريبية والتوعوية المعدة من وزارة الصحة والخاصة بوباء أنفلونزا الخنازير، للاستفادة منها في التدريب والتوعية، وتخصيص حصص دراسية للتوعية الصحية بالوباء، واستثمار النشاط اللاصفي. أما المعلم جزاع الأسلمي، فقال إنه يجري حالياً تزويد عدد من المدارس الأهلية ابتداء من العام الدراسي الحالي بكاميرات حرارية لرصد الحالات المشتبه بحملها فيروس أنفلونزا الخنازير (AH1N1). وتساءل: «ماذا عن المباني القديمة والمستأجرة والفصول الضيقة المكتظة بأبنائنا وبناتنا، وعن دورات المياه السيئة؟ وماذا عن المعلمات والطالبات الحوامل؟». عدد من أولياء أمور الطلاب ماجد الشمري وسلطان الحمود وعبدالله العنزي أكدوا عدم تدريس أبنائهم في الأسبوع الأول من الدراسة في المرحلة الابتدائية، ما لم يتوافر اللقاح المضاد للفيروس، مشيرين إلى أنهم سينتظرون ما تؤول إليه النتائج، لاسيما أن أبناءهم يدرسون في مدارس مستأجرة وقديمة». في السياق ذاته، حذر مسؤولون في وزارة التربية والتعليم، من ردود الفعل المبالغ فيها من بعض أهالي الطلبة، تجاه تخوفهم من إصابة أبنائهم بأنفلونزا الخنازير بعد بدء الدراسة، بمنعهم لأبنائهم من مباشرة الدراسة، مشيرين إلى أن الاستعدادات استكملت ولا وجود لخطر في حال تتبع احتياطات السلامة، معتبرين أن المخاوف الرائجة بين الناس «مبالغ فيها»، وليس هناك داع لبقاء الطلاب داخل منازلهم إذا كانوا لا يعانون من الأنفلونزا.