صبغت السفارة السعودية في العاصمة الكندية (أوتاوا) أكبر القاعات الفندقية هناك بالطابع السعودي احتفالاً باليوم الوطني ال 79، ليتوزّع التراث الشعبي السعودي في أرجائها، ويطغى الزي السعودي على الزي الرسمي للشعب الكنديإلى جانب الحضور الكبير للأكلات السعودية المعروفة، مثل: الجريش والكبسة، وتشكيلة واسعة من التمور المحلية. وكانت القاعة اكتظت بنحو ألفي زائر ما بين ديبلوماسيين وأعضاء برلمان وأساتذة جامعة ومسؤولي تعليم، وبدأت الاحتفالية بفيلم وثائقي بعنوان: «من الصحراء إلى النور» يحكي مراحل تطور المملكة حتى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عبر شاشتين ضخمتين بثت عليهما عقب الفيلم الأغاني الوطنية مع صور حديثة عن المملكة وقادتها، واستعرضت أحدث مشاريعها. وأوضح موظف السفارة السعودية والمسؤول عن تنظيم الحفلة هادي القحطاني، أنه تم وضع خيمة في مدخل القاعة تعكس كل التراث والضيافة السعودية، مزينة بالفُرش الشعبية والقهوة العربية والتمر السعودي، وخُصّص جناح لرسم الحناء على أيدي الزائرات الكنديات. ولفت إلى أن بعض الضيوف غادر قاعة الحفلة، وهو يحمل هدية سعودية تمثلت في بعض التمور الفاخرة التي كانت محط إعجاب وتساؤل مع القهوة السعودية المعروفة. وذكر المشرف على الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية الدكتور سليمان الرياعي أن الملحقية شكلت لجنة خاصة من أربعة مبتعثين (طبيبتين وطالبي دكتوراه) لمساندة اللجنة المنظمة من السفارة. وأوضح أن نسبة أساتذة الجامعات ومسؤولي المدارس كانت الأكبر بين الحضور الذين أثنوا على طلاب الدراسات العليا لديهم وأنهم مكسب للجامعات الكندية، وأن الاحتفالية الوطنية استثمرت لتقوية العلاقات الأكاديمية والتواصل مع الجانب الكندي. وأضاف، أن الملحقية خصصت موازنات للأندية الطلابية على مستوى الجامعات الكندية للاحتفال باليوم الوطني. ولفت المبتعث لمرحلة الدكتوراه في الحاسب الآلي من جامعة الملك سعود عاطف العمري أن جامعة الملك عبدالله الوليدة كانت محوراً مهماً لأسئلة أساتذة الجامعات، وأنهم يتوقعون بأن تكون منارة بحثية. وقال: «إن حضور المبتعثة السعودية كان لافتاً، حتى إن بعض الضيوف تساءل عن ثقافة لبس المرأة السعودية، وما إذا كان هناك تنظيمات رسمية بشأنه وملزمة لها»، ما أعطى فرصة للمبتعثين لتوضيح المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، وأنه تقليد إسلامي عريق له تأثرات اجتماعية وبيئية تتغير بحسب المناطق الداخلية أو العربية والإسلامية المجاورة للسعودية. واستوقف شعار المملكة المنحوت من الثلج والمزين بالإضاءات الخضراء معظم الطلاب السعوديين والموظفين الرسميين والزوار، ما دفعهم إلى التقاط الصور التذكرية أمام هذا الشعار الضخم الذي توسط قاعة الاحتفال باليوم الوطني السعودي، عبر كاميرات جولاتهم الشخصية، إذ لم تكن كاميرات التصوير الفوتغرافي أو فيديو حاضرة. ويشير القحطاني إلى أن مقاس المجسّم يفوق المتر رأسياً وأفقياً، واستغرق نحته نحو ثلاثة أيام، وأن مجسّم الثلج ليس جديداً في الاحتفالات الوطنية السعودية، ولكن اهتمام الطلاب ومعظم الزوار جعله موقعاً جاذباً للتصوير.