مضى ستة أيام، والبحث عن «مؤنس» ما زال مستمراً وسط تحديات الظروف الجوية السيئة التي تلازم محافظة ينبع منذ أيام عدة، وموجة البرد التي كسحت قلوب ذويه «خوفاً»، لتواصل قيادة حرس الحدود بمنطقة المدينةالمنورة بحثها في شعب «تستس» الذي تحيط به أعماق سحيقة تقدر بأكثر من 400 متر. وطالبت والدة الغواص المفقود «منتهى يوسف» بإصدار تأشيرات لأسرتها الموجودة بكندا للدخول إلى الأراضي السعودية لمتابعة وضع ابنها المفقود، مشيرة إلى أن ولديها «مضر» و«مراد» والمقيمين في بيروت ينتظران تأشيرات دخولهما. ووجهت خلال حديثها إلى «الحياة» نداء للخارجية السعودية بمساعدتهم في الحصول على التأشيرات التي تمكنهم من الوصول إلى محافظة ينبع، كون أن الأسرة تعيش في وضع إنساني طارئ بعد فقدان ابنها، مضيفة: «أنا وابنتي مايا لا نجيد السباحة لكي نبحث عن مؤنس في بحر ينبع، ولكن نريد أن نتواجد في المكان نفسه، فأنا أشعر بحرقة على ابني المفقود وأنتظر سماع خبر مفرح من الجهات الرسمية». من جهته، أوضح أحد مدربي وغواصي الرحلة المنكوبة «خالد فال» أنه كان من ضمن مجموعة غواصي جدة على مركب «ينبع دريم»، مبيناً أن منطقة تستس التي توجهوا إليها كانت تشهد تيارات عاتية، وأن الفارق الزمنى بين نزول المجموعتين كان أقل من نصف ساعة، وكان آخر حديث دار بينهما عن ضرورة الاهتمام بالأوزان، وبعدها افترقت المجموعتان. أما ربان أحد الزوارق «عمر الشماسي» والذي عمل في تلك المنطقة لمدة 27 عاماً بقطاع حرس الحدود، وعمل في البحر مع والده بتلك المنطقة منذ أن كان عمره سبعة أعوام، قال: «إنني أعرف المنطقة جيداً، وأعرف حجم الخطر الذي يحيط بمرتاديها من حيث التيارات البحرية وكائناتها البحرية التي تعيش داخل بحرها»، مفيداً بأنه هو من أطلق اسم الشعبان عليها في العمليات البحرية، كما شارك في رسم خريطة الشعاب السبعة التى من ضمنها شعب «تستس». وأضاف: «يوجد ستة شعاب مرجانية متلاصقة في تلك المنطقة يقصدها الغواصون وشعب تستس يعتبر السابع لها ويقع جنوبها، ويعد الشعب الأخير ولا يوجد بعده إلا مجرى السفن، وهو من أخطر الشعاب في ذلك المكان، إذ لا يوجد بعده إلا البحر المفتوح». وأوضح الشماسي أن شعب «تستس» تحوي تيارات قوية، إضافة إلى كثرة وجود سمك القرش بتلك المنطقة، مشيراً إلى أنه مر بتجربة سابقة في تلك المنطقة، إذ كادت أن تهلك مجموعة من الغواصين بعد أن سحبتهم التيارات لأكثر من كيلو داخل البحر في لحظات، إلا أنهم نجوا بقدرة الله. وأكد أن عمق البحر المباشر بعد شعب «تستس» يصل إلى أكثر من 170 متراً بحسب خبرته - ولا توجد مسافة بعدها، إذ يصبح البحر على شكل هاوية من دون تدرج، ولا يمكن مجارات التيارات، مشدداً على ضرورة أن يراعي المدربون المتدربين الجدد الذين لا يدركون حجم الخطورة في تلك الأماكن البحرية المجهولة بالنسبة إليهم. بدوره، تواصلت «الحياة» مع المدرب والمسؤول عن مجموعة ينبع التي كان من ضمنها «مؤنس سلوم» «عبدالإله باشراحيل»، إذ رفض خلال تواصل «الحياة» معه، التحدث أو التعليق عن الرحلة وفقدان «مؤنس»، من دون ذكر أي أسباب.