واصل رئيس حزب «شين فين» الايرلندي الشمالي جيري آدامز عقد لقاءات «حميمة» مع أصدقائه الفلسطينيين، القدامى منهم والجدد، في مدينة غزة أمس، لليوم الثاني على التوالي، كما عقد لقاءً مع رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية ليل الأربعاء - الخميس في مكان غير معلوم. والتقى آدامز أيضاً وفداً من الحكومة المقالة برئاسة وزير الصحة والإعلام باسم نعيم، ضم وزير التخطيط الدكتور محمد عوض، ووكيل وزارة الخارجية الدكتور أحمد يوسف الذي يعتبر عرّاب العلاقات الخارجية في حكومة هنية، خصوصاً مع أطراف أوروبية. ولم يشأ زعيم الجناح السياسي في «الجيش الجمهوري الايرلندي» أن يكون في غزة من دون أن يلتقي «أصدقاءه القدامى»، فالتقى ظهر أمس قادة من حركة «فتح»، ثم التقى ليلاً وفداً قيادياً يمثل «جبهة اليسار» من الجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» وحزب «الشعب»، ونواباً من «حماس». وأشارت الحكومة المقالة في بيان إلى أن هنية عبّر عن سعادته «بلقاء شخص يملك خبرة نضالية طويلة مثل آدامز»، وعرض أمامه «حقيقة الإشكالات السياسية والميدانية القائمة منذ أن حض الجميع حماس على المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي راقبتها الدول الغربية وشهدت بنزاهتها وشفافيتها». وقال هنية لضيفه: «عندما فازت حماس بالغالبية، رفضوا التعامل مع نتائج هذه الانتخابات، ورفضوا التعاطي مع الحكومة وحاصروها سياسياً واقتصادياً، ثم جاء العدوان العسكري» الأخير. واعتبر أن «قيمة المعركة الأخيرة أنها تأتي ضد قطاع محاصر منذ أكثر من عامين، ويستخدم خلالها جيش الاحتلال كل قوته، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً، ويرتكب جرائم حرب، لكنه لم يحقق سوى قتل الأبرياء من رجال الشرطة والأطفال والنساء». ووصف الوضع في القطاع بأنه «صعب وغير مستقر بسبب استمرار الحصار والتهديدات المتزايدة بالعدوان، ما يتطلب من العالم الحر والشخصيات الحرة العمل على إنهاء معاناة شعبنا والعمل على كبح جماح العدوان الاسرائيلي، ومنعه من ارتكاب جرائم جديدة في حق شعبنا، وكذلك مساعدتنا في العمل على محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين». وحمّل هنية الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق للتهدئة»، موضحاً أن «الفصائل الفلسطينية قبلت بالتهدئة التي عرضت عبر الوساطة المصرية، غير أن الاحتلال الإسرائيلي أراد فرض شروط جديدة تعجيزية لإفشال الاتفاق، وما زالت الفصائل عند موقفها: تهدئة متبادلة متزامنة توقف العدوان وتفتح المعابر». وقال البيان إن «آدامز عبّر عن سعادته لوجوده في غزة لدعم الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الغالبية العظمى من الايرلنديين تناصر الشعب الفلسطيني وتتابع الواقع الفلسطيني بقلق واهتمام». ونقل عن الرجل قوله: «شعرت عندما وصلنا إلى غزة أننا دخلنا إلى سجن كبير، والغريب أن إسرائيل تصر على انتهاك قرارات الشرعية الدولية، وهذا ما نقلناه الى كل المحافل الدولية». وجدد آدامز «دعمه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة المستقرة القابلة للحياة»، لافتاً إلى أنه قال لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وللمبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل إن «حماس يجب أن تكون جزءاً من الحل والاستقرار في المنطقة». ووعد «بنقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم والدفاع عنها، وقال إن دورنا مساعدتكم ومساندتكم ونقل رسالتكم حتى يحقق الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة». وعن اللقاء مع قادة «فتح»، قال عضو المجلس الثوري للحركة إبراهيم أبو النجا ل «الحياة» إن الطرفين «عرضا التاريخ المشترك بين حركة التحرر الوطني الفلسطينية ونظيرتها الايرلندية الشمالية». وأضاف أن «آدامز أشار إلى دور يمكن أن يلعبه الايرلنديون في سبيل حل القضية الفلسطينية... قال لنا إن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن الفلسطينيين لا يريدون السلام، لكنه غير مقتنع بهذا الادعاء، ويعرف أن الفلسطينيين قدموا الكثير من أجل السلام». وعقد أدامز لقاءً أول من أمس مع وفد من أبرز أقطاب المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان الفلسطينية، ضم رئيس برنامج غزة للصحة النفسية الدكتور إياد السراج، ومدير «مركز الميزان لحقوق الإنسان» عصام يونس، ونائب مدير «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» جبر وشاح، ومنسق وحدة تطوير الديموقراطية في المركز حمدي شقورة. ووصف يونس ل «الحياة» اللقاء بأنه «كان حميماً جداً»، وقال إن الوفد الفلسطيني عرض خلاله جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حربها الأخيرة على القطاع. وأشار إلى أن آدامز «توافق» معهم في كل ما طرحوه عن معاناة وعذابات الشعب الفلسطيني والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.