تشهد بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة في مصر حتى 16 الجاري اليوم (الثلثاء)، 3 مباريات في ثمن النهائي (دور ال16)، فتلتقي مصر مع كوستاريكا، وغانا مع جنوب أفريقيا، وهنغاريا مع تشيخيا. وتسعى مصر لمواصلة مشوارها في البطولة، وتتسلح اليوم بجماهيرها العريضة، التي ستزحف بقوة إلى ملعب القاهرة، الذي يتسع لنحو 80 ألف متفرج. وكانت الجماهير المصرية هي أحد أسباب نجاح البطولة حتى الآن، إذ تواجدت بكثافة في معظم المباريات، خصوصاً التي يكون طرفها منتخب بلادها، كما يعول عليها لاعبو مصر كثيراً في شحذ الهمم كما حدث في اللقاء الأخير أمام إيطاليا، عندما فازت مصر 4-2 وتصدرت المجموعة الأولى، بعدما كان يحاصرها خطر الخروج المبكر. ونظراً لأهمية المباراة إذ بات "الفراعنة" على بعد خطوة من ربع النهائي (دور الثمانية)، حرص رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر، والمشرف العام على منتخب الشباب رئيس اللجنة المنظمة للبطولة هاني أبو ريدة على الاجتماع بلاعبي مصر. وقال زاهر لهم انهم ليسوا اقل من أي منتخب في المونديال، وطالبهم رئيس الاتحاد ببلوغ المباراة النهائية، مؤكداً أنهم يملكون كل المقومات لتحقيق هذا الحلم. وأعرب عن ثقته بقدرة المنتخب المصري على تخطي عقبة كوستاريكا، لافتاً إلى انه من الضروري أن ينظر لاعبو مصر إلى كل مباراة على أنها لقاء البطولة، إذ لا يوجد وقت للاستهتار ولو في دقيقة واحدة من المباراة. من جهته، طالب هاني أبو ريدة اللاعبين بالتحكم في أعصابهم، وعدم ترك الانفعال يحركهم حتى تخرج البطولة بصورة لائقة، وأثناء حديث أبو ريدة وقف المهاجم بوجي وقدم اعتذاره لزملائه وللجهاز الفني عما بدر منه في لقاء ايطاليا. وفي السياق ذاته، أصبح تألق اللاعبين البدلاء في مباراة ايطاليا الأخيرة صداعاً في رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر الذي بات في حيرة حول اختيار تشكيلة مباراة اليوم، إلا أن الاتجاه الغالب هو بدء مواجهة اليوم بالتشكيلة التي خاض بها مباراة ايطاليا، ما يعني البدء بوجي واحمد شكري على حساب محمد طلعت وحسام عرفات، وزاد من حيرة الجهاز شفاء جميع المصابين وفي مقدمهم احمد حجازي وصلاح سليمان وتألقهما في التدريب الأخير. قمة أوروبا الشرقية ستكون مدينة الإسكندرية اليوم مسرحاً لمواجهة التشيخ وهنغاريا إحدى أكبر دولتين كرويتين في أوروبا الشرقية، ويتوقع أن يشهد الدربي الأوروبي ال 41 في تاريخ نهائيات كأس العالم للشباب، معركة تكتيكية حقيقية بين منتخبين يعرف عنهما ميلهما إلى الخطط الدفاعية، فإذا كان مستوى المنتخب الهنغاري بقيادة كريستيان نيميث وزملائه يتطور من مباراة إلى أخرى، فإن المنتخب التشيخي بدا جدياً أيضاً طوال الدور الأول. وقال المدير الفني للمنتخب الهنغاري ساندور ايجيرفاري: «كوننا بلغنا هذه المرحلة من البطولة، فلا يمكن دراسة المنتخب المنافس أكثر مما فعلنا، جميع المنتخبات التي بلغت دور الثمانية متكافئة وبالتالي أي منها يستطيع إحراز اللقب، سنحاول التركيز على أسلوبنا لنبرهن بأننا نستحق الاستمرار في هذه البطولة». أما المدير الفني للمنتخب التشيخي جايكوب دوفاليل قال: «قد يكون من الأفضلية لنا أن نواجه منتخباً أوروبياً نعرف الكثير عنه. لكن في الوقت ذاته، لقد انتزعنا التعادل من البرازيل، وبالتالي نحن لا نخاف من أحد». دربي أفريقي يلتقي منتخب غانا «النجوم السوداء» متصدر المجموعة الرابعة مع منتخب جنوب أفريقيا «الأولاد» الذي تأهل كأحد أفضل ثالث عن المجموعة السادسة في دربي أفريقي قوي، ولن تكون المواجهة سهلة لكلا الطرفين نظراً إلى قوة الأداء الأفريقي، ويتوقع جميع النقاد والمراقبين أن تكون المباراة بين السرعة وفنون الكرة المتمثلة في منتخب غانا الذي يملك بين صفوفه العديد من المواهب التي ينتظرها مستقبل كبير، وأصحاب مدرسة قوة الانقضاض واستخلاص الكرات لبناء هجمات مرتدة سريعة والتي يشتهر بها منتخب جنوب أفريقيا. وكانت غانا قد أصيبت بصدمة كبيرة في أول مباراة بالبطولة أمام المنتخب الأوزبكي عندما تقدم الأخير لكن سرعان ما عاد المنتخب الغاني لينهي المباراة لمصلحته 2-1 قبل أن يكتسح بعد ذلك بسهولة المنتخب الإنكليزي برباعية نظيفة، وقد بدا الغانيون مرتاحين وهم يواجهون أوروغواي، إلى أن تم طرد اللاعب محمد ربيعو، مانحاً بذلك الفرصة لنجوم أميركا الجنوبية لتعديل الكفة، وكادت غانا أن تحصل على العلامة الكاملة من مباريات الدور الأول حينما تقدمت على أوروغواي بهدفين نظيفين، قبل أن يستطيع الفريق اللاتيني تعويض النتيجة وانتزاع التعادل في الدقيقة 91. من جهته، أعرب المدير الفني لغانا سيلاس تيتيه عن ثقته في قدرة فريقه على تخطي دور ال16 بسبب الثنائي الهجومي الأفضل في البطولة حتى الآن. في المقابل كان الفوز الذي حققه منتخب «الأولاد» على هندوراس بهدفين نظيفين كافياً ليصعد «بافانا بافانا» لدور ال16 في اليوم الأخير من مباريات المجموعة السادسة، إذ رفع رصيد منتخب جنوب أفريقيا إلى 4 نقاط لتحتل المركز الثالث في مجموعتها وتضمن التأهل.