اناند (الهند) - رويترز– حلمت شابنام بامتلاك منزل لسنوات لكن قلة إمكانات زوجها، جعلتها تحذو حذو النساء الفقيرات في بلدتها الهندية، فسجلت اسمها لتحمل طفلاً لزوجين آخرين. تقول طبيبة الأمهات البديلات في قرية اناند الهندية ناينا باتل: «النساء اللواتي يأتين الى هنا عادة يبحثن عن المال لشراء منزل او سداد قروض او لتعليم ابنائهن في الجامعة». وتحصل الأم على مبلغ يراوح بين 4 و 8 آلاف دولار وهو مبلغ ضخم في بلاد يعيش فيها كثيرون على أقل من دولارين في اليوم. وساعد تراخي التشريعات وطفرة قطاع الأعمال في ولاية جوجارات على أن يجعل من اناند محطة أخيرة للعديد من الأزواج المحرومين من الأطفال داخل البلاد وخارجها. في تلك البلدة الصاخبة المعروفة بأشهر انواع الزبد الهندية ولّدت الطبيبة باتل اكثر من 100 طفل من أمهات بديلات، 40 في المئة منهم لهنود يعيشون في الخارج و20 في المئة لأجانب. بدأت الحكاية قبل خمس سنوات، عندما قبلت هندية أن تحبل بطفل لزوجين بريطانيين، ما سلط الأضواء على اناند وباتل بعد نجاح العملية. وراح سكان محليون وأجانب يحذون حذوهما وتدفقوا على عيادة باتل حيث جذبتهم التكاليف الأقل والموقف المتراخي تجاه الأمهات البديلات والافتقار الى التشريع. وهناك مشروع قانون يتصل بالأمهات البديلات ينتظر أن يقره البرلمان الهندي، وفي الوقت ذاته انتشرت مئات العيادات بسرعة في أنحاء البلاد حيث يقول منتقدون أن المروجين لهذه «السياحة التناسلية» لا يكترثون كثيراً لصحة الأمهات البديلات أو لحقوقهن. وتدافع باتل التي ظهرت في حلقة خاصة من برنامج اوبرا وينفري قبل سنتين عن نفسها قائلة: «حجتي أن الحمل البديل لا يقتل أحداً وليس ارتكاباً لفعل غير مشروع أو غير اخلاقي، وإذا استطاع طفل أم بديلة الحصول على التعليم وإذا استطاعت أسرة شراء منزل ومساعدة زوجين محتاجين في الوقت ذاته فأين الضرر؟» وتعرضت باتل والأزواج، وأكثر من نصفهم اما هنود غير مقيمين او أجانب، لوابل من الانتقادات «لاستغلالهم» الأمهات البديلات وتجاهلهم الجدل الأخلاقي. وكثيرات من الأمهات البديلات لا يخبرن آباءهن او عائلات ازواجهن خوفاً من أن ينبذوهن، ويعيش العديد منهن في منازل مخصصة لهن لضمان حصولهن على الغذاء المناسب وليكن في مأمن بعيداً من الأزواج الثملين والجيران الفضوليين. ولم تخبر شابنام (26 سنة) ابنتيها او عائلة زوجها بأنها حامل بطفل زوجين آخرين، وتعيش مع بضع نساء أخريات، بينما يعتني زوجها الذي فقد وظيفته بابنتيها. وتقول: « لا أعتقد أنني أستطيع إخبارهم ابداً، لا أظن أنهم سيتفهمون، كان زوجي يكسب أقل من دولار يومياً من غسل الصحون، أما ما أفعله فسيغير حياتنا الى الأبد». ويشير بعض الخبراء الى أن الأمهات البديلات وهن غالباً بالكاد يعرفن القراءة والكتابة، لا يفهمن كل ما تستتبعه العملية ويضعن أنفسهن في مجازفة بدنية وعاطفية لكن ليس لهن سوى بضعة حقوق. ويعتبر مصدر القلق الأساسي الصحة البدنية والعقلية للأم البديلة، اذ هناك مجازفات عدّة بما فيها وفيات الأمهات المرتبطة باستخدام تقنيات المساعدة على التناسل. وفي غياب التشريعات، تلتزم باتل توجيهات المجلس الهندي للأبحاث الطبية التي تنص على أنه لا يمكن تلقيح الأم البديلة الا ببويضة ومني الزوجين، او متبرعين مجهولي الهوية، على أن يكون عمرها أقل من 45 سنة.