واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس حصار المسجد الأقصى ومنع المصلين من دخوله، كما جرحت تسعة فلسطينيين خلال تفريقها بقنابل الغاز والهروات تظاهرة حاشدة قرب باب الأسباط في مدينة القدسالمحتلة أمس، واعتقلت أربعة آخرين، بينهم مسؤول ملف القدس في حركة «فتح» الوزير السابق حاتم عبدالقادر، بتهمة «التحريض». وزار رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي يوفال ديسكن حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود اسم «حائط المبكى» بعد المواجهات التي امتدت إلى الشوارع المحيطة بالمسجد حيث طاردت شرطة الاحتلال المتظاهرين الذين كان معطمهم من الشبان. وتغلق شرطة الاحتلال منطقة الحرم القدسي منذ مساء السبت، بعد تصدي مئات المصلين المسلمين في المسجد لمحاولة مستوطنين يهود اقتحامه للمرة الثانية خلال أسبوع. وقال مسؤول القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني إن السلطات الإسرائيلية «فرضت حصاراً شاملاً على المسجد... والوضع محتقن». وحذرت السلطة الفلسطينية من «إشعال برميل البارود» في القدس. وقالت إنها «تنظر بخطورة بالغة إلى حصار المسجد الأقصى المبارك، ومواصلة احتجاز أكثر من مئتي معتكف وعابد داخل أسواره». وأضافت أنها «تدق ناقوس الخطر من مغبة سعي الاحتلال الصهيوني إلى تقسيم قبلة المسلمين الأولى ومعراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما تجرأ في الماضي على تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل». من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط غير ممكن «من دون قبول إسرائيل مرجعية عملية السلام وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في العام 1967»، بعدما نقل إليه الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان «رسالة شفوية» من الرئيس نيكولا ساركوزي تتعلق بالعلاقات الثنائية، و «جهود باريس لوضع أسس مقبولة لحل سلمي دائم وشامل» في المنطقة. وكان الأسد استقبل غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لافيت في حضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي أن الأسد عرض «رؤية سورية من القضايا المطروحة، لا سيما موضوع السلام». وأضاف: «كان هناك اتفاق على أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة فوراً وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار تحقيق سلام عادل وشامل». وعبر غيان عن «ارتياح فرنسا للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الفرنسية - السورية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تتطور في شكل بناء وثابت وإيجابي جداً»، كما أكد «إصرار ساركوزي على تعزيز هذه العلاقات واستثمارها بما يخدم مختلف القضايا المطروحة إقليمياً ودولياً»، مشدداً على «أهمية الدور الذي تضطلع به سورية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».