فوجئت "هيئة العلماء المسلمين" التي كانت أبدت استعدادها للتفاوض مع "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في قضية العسكريين المخطوفين، بأن عضو الهيئة المكلف بالتواصل مع "النصرة" الشيخ حسام الدين الغالي أبلغ من قبل الأخيرة بأنها صرفت النظر عن الوساطة معها لمصلحة الشيخ وسام المصري. وكانت "هيئة العلماء" أبدت استعدادها للتفاوض مع "جبهة النصرة" و"داعش" من أجل الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين الذين يبلغ عددهم 25 من قوى أمن داخلي وجيش، على أساس استعداد الحكومة اللبنانية للتفاوض في مقابل حصول "هيئة العلماء" من الخاطفين على التعهد بعدم المس بأي عسكري إفساحاً في المجال أمام البدء في هذه المفاوضات. والمصري من مدينة طرابلس شمال لبنان، يسكن في حي أبي سمراء وميوله سلفية ، ولا يعرف عنه أنه لديه ميولا سياسية محددة، غير أنه كان على علاقة بالشيخ صفوان الزعبي رئيس هيئة "اللقاء السلفي في طرابلس". وعندما كان الغالي متوجهاً أمس إلى الجرود، أوقف عند آخر حاجز للجيش اللبناني في بلدة عرسال مع مرافقين اثنين وشخص ثالث وهو نازح سوري مقيم في عرسال ويتولى مع "هيئة العلماء" تدبير أمور النازحين السوريين، إضافة إلى شخص سوري رابع تبيّن لدى تفتيشه من قبل عناصر الجيش أنه يضع حزاماً ناسفاً على خصره، ما اضطرهم إلى توقيف الشيخ الغالي والأشخاص الأربعة الذين كانوا معه. والشخص الرابع الذي كان يحمل الحزام الناسف كلفته "جبهة النصرة" ليرشد الشيخ الغالي ومرافقيه إلى الطريق، اذ كان الغالي ينقل رسالة إلى المسلحين من الأمن العام اللبناني مفادها بأن الإفراج عن سجى الدليمي، الزوجة السابقة لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وعلا العقيلي زوجة أبوعلي الشيشاني أحد قادة "النصرة"، يكون مقابل حصوله على تعهد خطي بعدم قتل أي عسكري من الآن فصاعداً من أجل دفع المفاوضات إلى الأمام. وكان الجيش اللبناني على علم بأن الغالي سيمرّ متوجهاً إلى الجرود، لأنه كان يحمل رسالة من الأمن العام بعلم وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق. واقتيد الموقوفون الخمسة إلى ثكنة أبلح للتحقيق معهم. وأثناء التحقيق فوجئ الغالي ونفى أن يكون لديه علم بأن هذا الشخص يحمل حزاماً ناسفاً. واستمر التحقيق حتى منتصف الليل وأخلي سبيل الغالي بناء إلى إشارة المدعي العام، على أن يتوجه اليوم صباحاً إلى اليرزة مقر وزارة الدفاع اللبنانية، وهذا ما حصل. وظهراً أفرج عن الشيخ الغالي الذي رفض الكشف عن تفاصيل التحقيق معه، في حين لا يزال الأربعة موقوفين. وقام الجيش اللبناني بتفجير الحزام الناسف الذي كان قابلاً للتفجير.