ساد ارتباك شديد بدء العام الدراسي الجديد في مصر، إذ عُدّلت مواعيد بدء اليوم الدراسي في معظم المدارس بسبب الخوف من انتشار فيروس «أتش1 ان1) المعروف باسم «أنفلونزا الخنازير». وشهد اليومان الأول والثاني من بدء العام الدراسي نسبة غياب مرتفعة للتلاميذ مقارنة بالأعوام الماضية بعدما فضّلت نسبة كبيرة من الأسر متابعة الموقف من بعيد قبل اتخاذ قرار بإرسال الأطفال إلى المدارس. وقامت السلطت المصرية بحملة إعلانية وإعلامية للتوعية بالفيروس وقررت بعد سلسلة من الاجتماعات الحكومية إلى اتخاذ قرار ببدء العام الدراسي وسط إجراءات استثنائية. لكن ذلك لا يعني أن لا يتم إرجاء الدراسة لفترة معينة على الأقل في مدارس أو مدن محددة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك وجّه حكومته بتأجيل الدراسة لو استشعرت خطراً على التلاميذ. وانتهى الأمر بعد جدل استمر أسابيع إلى تأجيل الدراسة موقتاً لتبدأ يوم 3 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري مع إقرار خطة تدريجية لوقف الدراسة إذا رصدت السلطات الصحية انتشاراً للمرض. وعلى رغم أن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي رأى أن الأوضاع الصحية بخصوص فيروس أنفلونزا الخنازير حالياً مستقرة، إلا أنه أوضح أن الإصابات سترتفع مع قدوم موسم الشتاء. ونصحت منظمة الصحة العالمية بعدم إرجاء الدراسة خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني (أكتوبر ونوفمبر) لأن الفيروس سيكون أكثر انتشاراً في شهري كانون الأول وكانون الثاني (ديسمبر ويناير). وأقرت الحكومة المصرية خطة لإغلاق أي فصل تظهر فيه حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير وإغلاق المدرسة كلها إن تعددت حالات الإصابة وصولاً إلى إغلاق كافة مدارس الجمهورية إن انتشر الفيروس بين التلاميذ على نطاق واسع. وعلى رغم أن مصر من أقل دول العالم من حيث عدد الإصابات بالفيروس وعدد الوفيات بينها، إلا أن الكثافة السكانية والعادات الصحية السيئة تثير مخاوف من انتشار المرض خلال الشتاء. وفضّل الموظف أحمد محمد عطية، أحد سكان القاهرة، أن تلازم ابنته المنزل «على الأقل في الأسبوع الأول من الدراسة حتى تتضح الرؤية» في خصوص نظافة المدرسة وكثافة عدد الطلاب في الفصول. وعلى رغم أن محافظة القاهرة قررت تقسيم كل مدرسة فيها على فترتين لتقليل كثافة الفصول إلا أن عطية أكد أن كثافة الفصول تظل عالية «إذا اعتبرنا أننا في ظروف استثنائية». وبدا أن وزارة التربية والتعليم ستتساهل إزاء غياب التلاميذ من المدارس، إذ نقلت صحف مصرية عن وزير التعليم يسري الجمل قوله إن الوزارة لن تتشدد في نسب الحضور والغياب «لأن الظروف الراهنة تقتضي المرونة». وتشتكي أسماء عبدالحكيم (ربة منزل) من «عدم نظافة» مدرسة ابنها. وتقول إن مدرسته في محافظة الجيزة «محاطة بالقمامة ودورات المياه غير النظيفة، كما أن مسؤولي المدرسة لم يوزعوا كمامات على التلاميذ» بعكس ما ما صرّح الوزراء فضلاً، عن أن الطبيب الذي أكد وزير التعليم أنه سيكون موجوداً في كل مدرسة لم يكن موجوداً في اليوم الأول من الدراسة، وكذلك غرفة العزل. وأوضحت أنها حين رأت الحال على هذا المنوال قررت ألا ترسل ابنها إلى المدرسة حتى يتضح حال انتشار الفيروس. ويقول وزير الصحة حاتم الجبلي إن وزارته ووزارة التعليم يقوّمان الموقف وفق أساليب علمية دقيقة، مشيراً إلى أن وزارة الاستثمار ستنتج الكمامات قريباً لتوزيعها على المدارس. وحضّ التلاميذ على ارتدائها «رغم أن منظمة الصحة العالمية لم تجعلها إلزامية». ولم يستبعد مسؤول كبير في وزارة التعليم إلغاء المدارس هذا العام والاعتماد على وسائل التعليم عن بعد إذا انتشر الفيروس على نطاق واسع. وقال إن هذا الأمر وارد والحكومة حددت نسباً إن تخطاها حجم الإصابات ستلغى المدارس حفاظاً على الصحة العامة، مشيراً إلى أن وزراة التربية والتعليم تدرس الآن مع وزارة الإعلام خطة البرامج التعليمية التي تبثها القنوات المتخصصة بحيث تكون شاملة وتغني عن الذهاب إلى المدارس لو ألغيت.