الأمن والسلامة، والحفاظ على البيئة، أهم عنوانين تضعهما شركة تويوتا للسيارات ضمن أهدافها الكثيرة. هذا ما أكده المدير الإقليمي لمكتب تويوتا في الشرق الأوسط تاكيوكي يوشتسوغو ل«الحياة» خلال زيارة لوفد صحافي خليجي لمصنع الشركة ومركز الأبحاث التابع لها،لا علاقة بالأسعار وانخفاض النفط سألنا يوشتسوغو لماذا لم يشعر المستهلك في الخليج بانعكاس انخفاض أسعار النفط، وارتفاع أسعار الدولار أمام الين على سعر سيارات تويوتا، ولماذا لم تنخفض الأسعار حتى الآن؟ فأجاب بأن: «سياسة التسعير لدينا لا تعتمد على حساب الكلفة وإضافة نسبة الربح على السيارة، بل تعتمد على حاجات الأسواق وقدرتها على الشراء واستيعاب أسعارنا»، مشيراً إلى أن الشركة قد تبيع بأقل من كلفة الإنتاج في بعض الأسواق. وحول إنتاج بعض أنواع تويوتا في دول ذات أجور منخفضة، ما يؤدي إلى تراجع الأسعار، قال: «إننا لا نقول أن هذه السيارات مصنوعة في أي بلد، بل نقول إنها مصنوعة في تويوتا made in Toyota، وبالتالي لا صلة لبلد التصنيع بخفض أو رفع كلفة السيارة لأنها كلها تعتمد على جودة تويوتا. وبسؤاله عما إذا كانت الشركة تتدخل في تسعير السيارة وفرض أسعار محددة على وكلائها في المنطقة، أجاب يوشتسوغو بالنفي، وأكد أنهم «لا يتدخلون في تحديد الأسعار التي يبيع بها الوكيل في أية دولة في العالم»، مشيراً إلى أن الأمر كله متروك للوكيل في تحديد ما يراه من أسعار. وفي شأن الحملة التي تقوم بها السعودية حالياً لخفض استهلاك الطاقة والمفاوضات التي تجريها مع شركات السيارات العالمية للالتزام بما وضعته من مقاييس لخفض الاستهلاك قال: «كان لتويوتا الريادة في إنتاج سيارات كهربائية، وهيدروجينية، وهجين، بهدفين الأول التقليل من استهلاك الطاقة، والثاني الحفاظ على البيئة الذي يعتبر هدفاً أساسياً لنا. وأضاف أن الشركة خاطبت السعودية، لأجل التوسع في تسويق السيارات الهيدروجينية، إلا أن هذا يستلزم تغيير البنية التحتية لجميع محطات الوقود، وهو ما يحتاج إلى مدى زمني طويل، مشيراً إلى أن المشكلة نفسها هي الأولى في معظم دول العالم، لافتاً إلى الحكومة اليابانية استجابت لطلب شركات السيارات لتغيير البنية التحتية لمحطات الوقود لاستيعاب السيارات الهيدروجينية والكهرباء. وفي مدينة نوغويا يوجد مصنع يوشيوارا الذي يقوم بتجميع سيارات لكزس LX، وتويوتا لاندكروزر، ولاندكروزر بيك آب، وباص كوستر وفق معايير صارمة في التصنيع. ويتبع المصنع استراتيجية خاصة للتدريب ونقل الخبرات، إذ يقوم بتدريب موظفين رئيسين يقومون بدورهم بتدريب الفنيين، كما يشرفون على عملية التصنيع في المعامل والمصانع خارج اليابان. وتتضمن عملية التصنيع في يوشيوارا خمس مراحل رئيسة هي: قص الشرائح، التلحيم، الوزن، التجميع، والفحص النهائي، ليتم بعد ذلك تصدير المركبات المنتجة لأكثر من 80 دولة حول العالم. وينتج المصنع 647 سيارة يومياً بمعدل سيارة كل 110 ثوانٍ، ويعتمد على الروبوتات بشكل كبير في تصنيع السيارات لضمان الجودة المتناهية، فعلى سبيل المثال، يشكل عمل تلك الروبوتات ما مجموعه 92 في المئة من عمليات تلحيم سيارات لاندكروزر، التي يقوم بتشغيلها ومتابعتها فنيو تويوتا المؤهلون. وأوضح يوشيسوغو في كلمة له لمناسبة زيارة وفد صحافي من منطقة الخليج لمصنع تويوتا: «يجسّد نهج تويوتا القيم والأساليب التجارية التي يتوجب على جميع موظفي شركة تويوتا للسيارات اعتمادها والامتثال لها في كل عمليات الشركة العالمية». وأكد أن نهج تويوتا يرتكز على عمودين أساسيين، هما «التحسين المستمر» و«احترام الناس»، إذ لا نطمح دائماً إلى التطور والتقدم فحسب، بل نعمل بإخلاص وتفانٍ لتحسين عملياتنا من خلال توليد الأفكار الجديدة، وبذل قصارى الجهود، فنحن نحترم كل الأطراف التي يجمعنا بهم عملنا، ونعتقد بأن نجاح أعمالنا هو ثمرة الجهد الفردي والعمل الجماعي على السواء». وتابع يوشيتسوغو: «تويوتا اليوم تقف في طليعة الشركات المهتمة بالاستدامة البيئية، كما أنها رائدة عالمياً في صناعة السيارات الصديقة للبيئة والموفرة في استهلاك الوقود، من السيارات التي تتميز بكفاءتها العالية في استهلاك الوقود إلى الأخرى، التي تحفل بالتقنيات المبتكرة، ونحن عازمون على تسخير هذه المكانة لمزيد من التطوير والابتكار، وتقديم المزيد من النماذج الصديقة للبيئة إلى الأسواق العربية». وزاد: «نطمح إلى تعزيز ميزتنا التنافسية في المنطقة من خلال المبيعات والتسويق النشطين على حد سواء، وذلك عبر اعتماد نهج يرتكز على العملاء في كل مناحي عملنا، من تصميم وتطوير المنتجات وحتى الخدمات والدعم المقدم بعد البيع». وأضاف: «سنواصل الارتقاء بمعايير رضا العملاء عبر تطوير مركبات أعلى جودة وأكثر اعتمادية ومتانة، بأقل الأسعار الممكنة. فضلاً عن ذلك، تويوتا ملتزمة بصناعة مركبات بمفهوم «واكو - دوكو» الذي يضفي الحماسة والمتعة للقيادة كل يوم». وعن المكانة المتقدمة التي تتبوأها تويوتا في صناعة السيارات على مستوى العالم، أوضح يوشيتسوغو أن تويوتا تمتلك 16 موقعاً للإنتاج في اليابان تتولى تصنيع نطاق واسع من مركبات وقطع غيار لكزس وتويوتا. مثلاً، تقوم منشأة تاكاوكا التي تأسست في 1966 بتصنيع موديلات كورولا، وبرايوس، وغيرهما، كما أنها تنتج نحو 176 ألف سيارة سنوياً. وذكر أنه إضافة إلى ذلك، تقوم منشأة تاهارا التي تأسست في العام 1979م بتصنيع موديلات لكزس LS و GS و IS و GX، وكذلك تويوتا لاند كروزر، فضلاً عن إنتاج المحركات. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمنشأة تاهارا نحو 368 ألف سيارة سنوياً. وفيما يتعلق بمراكز الأبحاث والتطوير، أشار يوشيتسوغو سان إلى وجود 15 مركزاً موزعة في أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا، وأميركا الشمالية، إذ تملك تويوتا خمسة مراكز للأبحاث والتطوير في اليابان، واثنين في أميركا، وثلاثة في أوروبا وتحديداً في ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، كما تملك الشركة مركزاً للأبحاث والتطوير في كل من تايلاند، وأستراليا، والصين. وأشار إلى أن مراكز الأبحاث والتطوير في اليابان تقوم على تخطيط المنتجات وتصميمها، وتقويمها، وتوفر ممارسات الهندسة المتقدمة والتصميم المتقدم، إضافة إلى تقويم السيارات والأبحاث الأساسية. أما مبيعات المركبات والإنتاجية، فقسمها يوشيتسوغو بحسب المنطقة (حتى نهاية السنة المالية في 31 آذار (مارس) 2014)، إذ إن 38 في المئة من إنتاجية تويوتا في اليابان، و30 في المئة في آسيا، و20 في المئة في أميركا الشمالية، و 6 في المئة في أوروبا و6 في المئة في مناطق أخرى. أما من حيث مبيعات السيارات، فتعتبر أميركا الشمالية أكبر أسواق تويوتا في العالم بنسبة مبيعات تبلغ 27 في المئة، أما مبيعات اليابان فتبلغ 18 في المئة، وتبلغ مبيعات قارة آسيا 26 في المئة، وفي أوروبا تبلغ 9 في المئة، وهناك 20 في المئة من المبيعات تأتي من مناطق متفرقة أخرى. وأعرب يوشيتسوغو عن تقديره للوفاء الذي يحمله عملاء تويوتا في السعودية، وتقدم لهم بالشكر على ثقتهم التي جعلت تويوتا العلامة التجارية الأولى في قطاع السيارات السعودية، مؤكداً: «سنكون دوماً على قدر هذه الثقة، وستستمر مسيرتنا، وسنواصل سعينا لاعتماد أفضل السبل لنخدمهم بشكل أكبر». تحسينات لشاشات العرض البانورامية أجرت «تويوتا» تحسينات على شاشة العرض البانورامية التي تظهر موقع المركبة على شاشة نظام الملاحة، وذلك عبر إضافة ميزة الرؤية عبر السيارة، إذ يقوم السائق بالضغط على زر يسمح له بالتنقل بين العرض التقليدي الذي يعرض المشاهد كما لو أن السائق ينظر من أعلى السيارة، والعرض الشفاف الذي يمنح السائق القدرة على رؤية المشاهد المحيطة به كما لو أن السيارة شفافة. ومقارنة بالعرض التقليدي، فإن العرض الشفاف يمكنه إبراز أي معيقات توجد حول المركبة، مما يسهل عملية رصدها وتجنبها. إطلاق الجيل المقبل من مصابيح LED الذكية اعتباراً من العام المقبل تعتزم شركة تويوتا لصناعة السيارات إطلاق نماذج لتقنية جديدة لحزمة مصابيح LED الشعاعية التي تمنح تحكماً ودقة أكبر في توزيع الضوء على الطريق عبر نظام تحكم مستقل. وتتكون حزمة المصابيح الشعاعية الجديدة LED Array AHS من مصابيح مستقلة عدة تتميز كل منها بتحكم ذاتي، ومرتبة في صف واحد، ما يتيح نطاقاً أوسع للإضاءة مقارنة بنظم الإضاءة السابقة من دون أن تؤذي أعين السائقين القادمين من الجهة المعاكسة. فعلى سبيل المثال، يمكن لحزمة المصابيح الجديدة إضاءة الفجوات المظلمة بين السيارات والمركبات سواء في الأمام أم الأخرى المقبلة من الجهة المعاكسة، ما يجعل من السهل الكشف عن المشاة الذين يعبرون الطريق، كما أنها تعمل على توزيع الضوء بحسب متطلبات مجموعة واسعة من ظروف القيادة، سواء كان ذلك داخل المدن أو خارجها، بحيث تضيء مساحة واسعة من الطريق، كما تضيء مسافات طويلة أثناء القيادة بسرعات عالية. كما يقوم النظام بضبط توزيع الضوء بحسب حركة عجلة القيادة، ما يؤدي إلى تحسين رؤية المنعطفات قبل الوصول إليها، وكل هذه الوظائف تجتمع في حزمة المصابيح الشعاعية AHS الجديدة لتوفر إضاءة يعتمد عليها أثناء القيادة ليلاً. يذكر أن اليابان شهدت العام الماضي 4,373 حالة وفاة بسبب حوادث الطرق. وعلى رغم أن عدد الوفيات المرورية السنوية انخفض على مدى الأعوام ال13 الماضية، فقد شكل المشاة النسبة الأكبر من الضحايا، في حين أن 70 في المئة من حالات الوفاة وقعت خلال فترات الليل. ويأتي تطوير «تويوتا» للجيل المقبل من نظم إضاءة المركبات ضمن جهود الشركة للمساهمة في منع وقوع الحوادث ليلاً، خصوصاً أن «تويوتا» ابتكرت إلى جانب حزمة المصابيح الجديدة حزمة الأمان النشطة الجديدة كلياً Toyota Safety Sense، والتي سيتم الإعلان عنها خلال العام 2015، وتتضمن تقنية الأشعة الآلية العالية AHB3 كخيار قياسي في سياراتها. وبالإعلان عن هذه التقنية الجديدة، تؤكد «تويوتا» أنها مدركة إلى حد بعيد ما تتطلع إليه المجتمعات عندما يتعلق الأمر بالطرق، والتي تطمح إلى طرقاً أكثر آماناً، وترغب بالحد من الوفيات والإصابات. ولذلك، فقد اعتمدت «تويوتا» مفهوم إدارة السلامة المتكامل الذي يحدد توجهات الارتقاء بتكنولوجيا السلامة وتطوير السيارات، ويغطي كل جوانب القيادة من خلال دمج تقنيات وأنظمة سلامة المركبات الشخصية بدلاً من النظر إليها باعتبارها وحدات تعمل كل منها على حدة. ويتجلى هذا النهج في البحث والتطوير مع التركيز على أجهزة وأنظمة السلامة. وتلتزم «تويوتا» على الدوام بتقديم المبادرات المتنوعة الرامية لمعالجة قضايا السلامة المرورية، بدءاً من تطوير مركبات أفضل وتقنيات أكثر أماناً، ووصولاً إلى المساعدة على توفير بيئة مرورية آمنة.