منحت هيئة الطيران المدني السعودي أمس، ترخيصاً لشركة الوفير الوطنية للطيران، كأول طيران عارض في المملكة، ورابع ناقل جوي في المملكة، يشارك النواقل الثلاثة العاملة، وهي الخطوط الجوية السعودية «وناس» و«سما» في نقل المسافرين، وبخاصة خلال موسمي الحج والعمرة. وكشف رئيس الهيئة المهندس عبدالله رحيمي ل«الحياة» أن «الهيئة ستصدر عدداً من الرخص خلال الفترة المقبلة، وأن الفرص ما زالت متاحة لجميع المستثمرين الراغبين في الحصول على ترخيص نقل جوي عارض مماثل، وأن الهيئة تدرس طلبات عدة تقدم بها مستثمرون للاستثمار في هذا المجال». وقال: «إنه لم يتقدم أي مستثمر للحصول على رخصة تشغيل الطائرات الصغيرة التي تحتوي على 40 مقعداً حتى الآن، على رغم وجود سوق كبيرة لهذا الطيران يقدر سنوياً بأكثر من بليوني ريال، وكانت هذه السوق في السابق مخدومة من طيران عارض أجنبي، وكنا نعاني كثيراً منهم لأنهم غير منضبطين». وأضاف أن الهدف من إطلاق الطيران العارض هو المساهمة في عملية النقل وخدمة الحجاج، وستكون تحت رقابتنا المحلية، وباكورة هذه الشركات والرخص كانت لشركة الوفير التي أخذت الرخصة الأولى، وستبدأ العمل من مطلع موسم حج العام الحالي. وأشار خلال مؤتمر صحافي سلم خلاله الترخيص إلى الرئيس التنفيذي لشركة الوفير للطيران عدنان الدباغ إلى أن الناقل الجديد سيقوم بنقل الحجاج والمعتمرين الخارجيين والداخليين، وكذلك التشغيل لأية جهات تحتاج إلى طيران عارض، كما سيخدم الطيران العارض السعودية في المناسبات الاجتماعية والرياضية والتعليمية، ومستقبل هذا القطاع جيد، ونحن نحاول ان نحسن من بيئة العمل لشركات الطيران. وكشف رحيمي عن تنفيذ أول المطارات الاقتصادية في السعودية العام المقبل، مشيراً إلى أن البحث جار مع وزارة المالية لاعتماد أول هذه المطارات وإجراء التصاميم والبدء في التنفيذ. وأوضح أن الهيئة تتعامل مع الطلبات المقدمة إليها من خلال أسلوبين في عملية التقويم، الأول هو دراسة الجدوى الاقتصادية، والثاني هو نواحي السلامة التي يجب أن تستوفى بشكل دقيق، فليس كل من تقدم بطلب يحصل على الترخيص بسهولة، لأن السلامة العنصر الأهم في مجال الطيران». وتابع رحيمي: «هيئة الطيران سبق وأعلنت فتح باب القبول لطلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على ترخيص ناقل جوي وطني للتشغيل الداخلي، ونعتزم فتح مجال الترخيص للناقلات الوطنية للتشغيل الدولي المنتظم منتصف 2010، وفقاً لاستراتيجيتنا للسنوات العشر المقبلة». وأشار إلى أن كل المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن النقل الجوي أمامه مستقبل كبير في السعودية، داعياً القطاع الخاص إلى الانخراط في هذا المجال، واعداً بتذليل كل الصعوبات التي قد تعترضهم وتسهيل عملية الاستثمار». وعّد رحيمي دخول ناقل جوي رابع للأجواء السعودية بمثابة قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، إذ إن الشركة الجديدة ستوفر سعة مقعدية إضافية، وتغطي الفجوة الموجودة في الطلب، كما أنها ستخلق فرصاً وظيفية للشباب السعودي، وتزيد الطلب على الكثير من الخدمات الأخرى في السوق المحلية». ولفت إلى أن الهيئة ستعقد ندوة خلال الأيام المقبلة بالاشتراك مع شركة «بوينغ» لتعريف القطاع الخاص بالنقل الجوي والتقديرات المستقبلية لحجم الاستثمارات فيه، وهو ما سيساعد المستثمرين على ترتيب وأخذ القروض البنكية لمشاريعهم». وحول الأعمال التطويرية في المطارات السعودية قال رحيمي: «نحن مستمرون في إنشاء المطارات، وخلال السنوات المقبلة سنفتتح عدداً من المطارات، سواء توسعات أم مطارات جديدة، ونعمل حالياً في مطارات نجران، العلا، وتبوك، وجميعها ستفتتح خلال ال 18 شهراً المقبلة، كما أن هناك مطارات جديدة في جازان والطائف وحائل، ويجري العمل على قدم وساق في مطار الملك عبدالعزيز في جدة». وأشار إلى أن ما شهدته سوق النقل الجوية خلال الثلاث سنوات الماضية من انفتاح يتواكب مع استراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني للتحرير التدريجي، إذ كان الاعتماد في السابق على الناقل الوطني الوحيد (الخطوط الجوية السعودية) التي أثبتت جدارتها في النقل داخلياً ودولياً، على رغم أنها قامت على أسس غير تجارية، ولكنها تهدف إلى توفير خدمة النقل للمواطنين عبر مطارات المملكة المترامية الأطراف بأسعار لا تغطي الكلفة، وهي في طريقها إلى الخصخصة لتسهم بخبراتها وأسطولها في دعم سوق المملكة الجوية مع شقيقاتها الأخرى. من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الوفير للطيران المهندس عدنان الدباغ أن الشركة ستبدأ عملياتها من موسم حج هذا العام، مبيناً بأن الشركة أسست لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، وهي أول شركة طيران عارض في السعودية.