سلّمت شرطة العاصمه المقدسة، أمس، ملف قضية وفاة رئيس قسم الآثار والفنون الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور ناصر بن علي الحارثي، إلى الدائرة المختصة في فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة مكةالمكرمة بعد أن أنهت جمع الأدلة الجنائية والعينات المادية من مسرح الحادث وأكدت مبدئياً أن الوفاة كانت انتحاراً. وسيتولى اختصاصيو الهيئة إتمام القضية والتحقيق في أسباب وملابسات حادثة انتحار الدكتور الحارثي، الذي عثر عليه أول من أمس متوفياً داخل مكتب منزله في حي العوالي في مكةالمكرمة، حيث قضى خنقاً بشماغ وجد ملفوفاً حول عنقه. وأبدى مدير جامعة أم القرى الدكتور وليد حسين أبو الفرج أسفه وحزنه الشديدين لفقد الدكتور الحارثي، واصفاً إياه بأنه «من خيرة رجال التاريخ والحضارة الإسلامية في الجامعة، وأولى هذا الجانب جل اهتمامه وعنايته بحكم اختصاصه وعشقه للخوض في الآثار الإسلامية وسبر أغوارها، لاسيما آثار وحضارة مكةالمكرمة». أما وكيل جامعة أم القرى الدكتور بكر الحريري فوصف وفاة الدكتور الحارثي بالخسارة الكبيرة للجامعة، إذ يعد واحداً من علماء الآثار المختصين، وترك بصمات مهمة في هذا المجال وأثرى المكتبة التاريخية البحثية». فيما قال عميد كلية خدمة المجتمع في الجامعة الدكتور عادل محمد نور الغباشي: «لاشك أن الدكتور ناصر الحارثي أحد جهابذة التاريخ والحضارة، وبوفاته فقدنا أحد أبرز علماء التاريخ والحضارة المعاصرين للتاريخ الإسلامي». وأضاف الأديب والمؤرخ الدكتور عاتق بن غيث البلادي: «عرفته منذ زمن طويل عاشقاً للتراث والحضارة الإسلامية، وأفنى زهرة شبابه في البحث والتأليف في هذا الجانب، لاسيما ما يختص بالآثار الإسلامية في مكةالمكرمة التي ألّف فيها موسوعة تاريخية تعد كنزاً لايقدر بثمن، ورصد من خلالها جوانب عدة بالكلمة والصورة للآثار الإسلامية التاريخية الخالدة، استغرقت من عمره 25 عاماً في البحث والتنقيب». يشار إلى أن الدكتور الحارثي يعد من أبرز المؤرخين المعاصرين للتاريخ الإسلامي، وله مؤلفات تزيد على 28 مؤلفاً، إضافه إلى 70 بحثاً، كما شارك في عضوية 40 لجنة وجمعية، وشارك في أكثر من 30 مؤتمراً ومعرضاً داخل السعودية وخارجها. وكانت آخر إصدرات الدكتور الحارثي آخر شهر رمضان الماضي وهي: موسوعة بعنوان «الآثار الإسلامية في مكةالمكرمة»، وضمت أكثر من 500 وثيقة تاريخية.