تظاهر آلاف الأشخاص اليوم السبت في واشنطن، المدينة الرمزية التي شهدت مسيرات كبرى للمطالبة بالحقوق المدنية في السابق، من أجل إحقاق العدالة في قضايا مقتل أشخاص عدة سود برصاص شرطيين بيض. وتنظم التظاهرة بمبادرة من القس آل شاربتون الشخصية البارزة في مجال الحقوق المدينة في الولاياتالمتحدة وأطلق عليها إسم "العدالة للجميع". وضمت خصوصا أفراداً من عائلتي مايكل براون واريك غارنر وتامير رايس، وكلهم أميركيون من أصول إفريقية قتلوا على أيدي شرطيين بيض في الأشهر الماضية. ومقتل هؤلاء الأشخاص أيقظ مجدداً شبح العنصرية في الولاياتالمتحدة حيث جرت تظاهرات إحتجاج عدة في الأسابيع الماضية عبر أنحاء البلاد. وتظاهرة السبت يرتقب أن تشهد نسبة مشاركة كثيفة حيث تجمع آلاف الأشخاص وغالبيتهم من السود بهدوء ظهراً في ساحة الحرية في وسط العاصمة الأميركية. ويتوجه المتظاهرون الذين تواكبهم الشرطة بكثافة، الى مبنى "الكابيتول" قرب الكونغرس. وكان المتظاهرون وغالبيتهم من الشبان يرددون "لا عدالة، لا سلام". وتوالى خطباء عدة على منصة أقيمت أمام مكان تجمع الحشود. وقالت لورا مورفي من جمعية الدفاع عن الحريات الفردية في الولاياتالمتحدة "نطالب الكونغرس باعتماد قانون ضد الربط بين الأوصاف العرقية والسلوك. يجب أن نوقف هذا الأمر اعتباراً من الآن. نحن موجودون هنا اليوم، وسنكون هناك غداً، وسنبقى الى حين إنجاز العمل". وجاء عشرات الأشخاص من فرغسون، المدينة في ميزوري حيث قتل مايكل براون في آب (أغسطس). وقالت شابة "إنه لأمر جيّد، نحن عائلة ومتحدون". وألقت زوجة اريك غارنر الذي قضى اختناقاً في تموز (يوليو) أثناء توقيفه بشكل عنيف من قبل الشرطة في نيويورك، كلمة أيضا قالت فيها "أنا لست موجودة هنا لكي أشارك في التظاهرة من أجل اريك غارنر فقط، وإنما من أجل كل فتيانكم وأبنائكم وعائلاتكم". وكتب على اليافطات التي رفعها المتظاهرون "العنصرية مرض والثورة هي الحل" و"أوقفوا رجال الشرطة القتلة" و"لا تطلق النار، أنا أبيض" أو حتى "حياة السود لها قيمة". وقال أحد المتظاهرين ويدعى عامر أبوبكر (32 عاماً) وهو يتحدر من الصومال "في هذا البلد، يتم تقييمك وفق مظهرك الخارجي، لكننا لسنا جهاديين ولا متطرفين، نحن أشخاص عاديون". وحمل يافطة كتب عليها "هل سأكون التالي؟" أي التعرض لعنف الشرطة. ورفعت يافطات أخرى أيضاً كتب عليها "لا يمكنني التنفس" في إستعادة لكلمات اريك غارنر الأخيرة الذي قضى وهو في سن 43 عاماً في ستاتن ايلاند أحد أحياء نيويورك في تموز (يوليو) بعدما خنقه شرطيون أثناء محاولتهم توقيفه. ويشارك أيضاً في تظاهرة واشنطن أفراد من عائلة ترايفون مارتن الشاب الأسود البالغ من العمر 17 عاماً والذي قتل في شباط (فبراير) 2012 في فلوريدا برصاص حارس فيما كان يسير من دون سلاح في حي سكني. وقتل مايكل براون (18 عاما) خلال مشادة مع شرطي في مطلع آب (أغسطس) في فرغسون. أما تامير رايس (12 عاماً) فقد قتل برصاص شرطي في كليفلاند (أوهايو) في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر). كما قتل اكاي غورلي (28 عاماً) برصاص شرطي أبيض في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) أيضاً في بروكلين في إطلاق نار عرضي. وقرر هيئتا محلفين عدم ملاحقة الشرطيين الضالعين في مقتل مايكل براون واريك غارنر ما تسبب بتظاهرات عديدة للمطالبة بإحقاق العدالة في مدن أميركية كبرى في الأيام الماضية.