أكد مسؤول فلسطيني ل «الحياة» في دمشق أمس أن اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية «سيوقع حتماً» في القاهرة في 22 الشهر الجاري في حضور الأمناء العامين للفصائل وعدد من وزراء خارجية الدول العربية ل «توفير الدعم العربي» لهذا الاتفاق لأن «التوقيع هو البداية وليس النهاية». وكان رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل قال في خطاب ألقاه في قلعة دمشق ليل أول من أمس إنه «على رغم الألم، لا خيار لنا في ترتيب بيتنا الفلسطيني إلا المصالحة. ونحن قدمنا الكثير لنضع قطار المصالحة على السكة، والجميع يعلم أن حماس والفصائل التي معها أعطت المصالحة دماء جديدة». وأوضح المسؤول الفلسطيني أن مشعل اتفق مع مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان خلال لقائهما في القاهرة يوم الثلثاء الماضي على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني «في شكل متزامن» في 25 حزيران (يونيو) المقبل «على أن يحصل الجانب المصري على موافقة الرئيس (محمود) عباس على هذا الاتفاق لتوفير الظروف المناسبة للمصالحة». ومن المقرر أن يصل الرئيس عباس الى دمشق غداً (الاثنين) لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين ضمن جولة عربية بعد القمة التي جمعته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك. واستبعد المسؤول الفلسطيني حصول «أي لقاء» بين عباس ومسؤولين في «حماس» خلال زيارة الرئيس الفلسطيني العاصمة السورية، لافتاً الى أن «كل الأمور تدل على أن المصالحة ستوقع حتماً في القاهرة في 22 الشهر الجاري»، إذ من المقرر أن يبدأ وصول قادة الفصائل الى القاهرة في 18 الشهر الجاري وصولاً الى توقيع الاتفاق في شكل رسمي. وكان مشعل أبلغ سليمان بملاحظات «حماس» على الورقة المصرية، والتي تضمنت ضرورة إطلاق «معظم» السجناء الفلسطينيين قبل موعد اجراء الانتخابات في 25 حزيران (يونيو) المقبل، و»إصلاح أجهزة الأمن» في شكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة. وزاد: «طلبنا أيضاً أن تتعامل اللجنة المشتركة مع الضفة الغربية وقطاع غزة حتى تشكيل الحكومة»، وذلك الى حين اجراء الانتخابات. وكشف المسؤول أن التغير في الموقف المصري جاء بعدما حذر مشعل من اجراء الانتخابات قبل انجاز المصالحة، لافتاً الى أن «توقيع اتفاق القاهرة هو بداية المصالحة وليس نهايتها». الى ذلك، حذر مشعل في خطابه من أن الحركة قادرة على أسر مزيد من الجنود الاسرائيليين لمقايضتهم بأسرى فلسطينيين. وقال: «أقول لنتانياهو إن المقاومة التي أسرت (الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط) واحتفظت به سليماً وعاملته معاملة لائقة، قادرة على أن تأسر شاليط وشاليط وشاليط حتى لا يبقى في سجون العدو أسيراً فلسطينياً واحداً». وسرد مشعل المخاطر التي تهدد القدس ضمن «معركة شاملة» تضمن «حسم مصيرها كعاصمة موحدة لإسرائيل»، داعياً الى «حشد كل الاسلحة وكل الجهود لمعركة القدس لتثبيت أهلها في أحيائها وتثبيت أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948». كما دعا رئيس المكتب السياسي ل «حماس» الى «إعادة النظر» في الاستراتيجية الفلسطينية والعربية، قائلاً: «يكفينا عرض المبادرات وانتظار الحلول من غيرنا». ووصف «مشهد» لقاء عباس وأوباما ونتانياهو بأنه «مذل ومخز». وأكد أن «المطلوب هو التمسك بالأرض والقدس والحقوق»، رافضاً «أي مساومة عليها. فالمقاومة وشعبنا وأمتنا لن تقبل مساومة لا على أرض ولا على القدس ولا على المقدسات وحق العودة». وأكد أيضاً «التمسك ببرنامج المقاومة وإعادة الاعتبار اليه من خلال وقف التنسيق الأمني» بين السلطة واسرائيل، اضافة الى «انجاز المصالحة وانهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني». وشدد على ضرورة عدم اقدام الدول العربية على «أي خطوة» باتجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل. وختم بالقول إن «من ظن أن حماس ستعطي تفويضاً لأحد في المفاوضات للمساومة على الارض والقدس وحق العودة، هو واهم».