اكدت الولاياتالمتحدة الاميركية انها راقبت، من العراق وغيره، المناورات العسكرية والتجارب الصاروخية الايرانية الاخيرة عن كثب وأبدت قلقها حيال تعاظم النفوذ الايراني في المنطقة، خصوصاً في العراق، وأوضحت انها في مواجهات مستمرة مع «التدخل الايراني السلبي في الاراضي العراقية». وفي حديث الى «الحياة» كشف نائب القائد العام للفيلق المتعدد الجنسية في العراق الجنرال جيمس هانت عن مواصلة الحوار مع «عصائب اهل الحق» المنشقة عن تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وتوقفه مع جماعات سنية اخرى اشترط عليها القاء السلاح اولاً. وقال هانت، وهو ايضاً قائد سلاح الجو الاميركي في العراق، «راقبنا بقلق شديد مناورات الجيش الايراني وتجاربه الصاروخية بعيدة المدى الاسبوع الماضي التي هي على حد وصف الرئيس باراك اوباما مناورات مستفزة لما تمثله ايران من تهديد للمنطقة عموماً وللعراق خصوصاً». واضاف «اننا نتعامل بشكل مستمر مع شتى انواع التدخل الايراني في العراق، فإيران تزود بعض الجماعات بالاسلحة وتتدخل سلباً في كل المجالات الاقتصادية والسياسية وهي تدفع الاموال الطائلة لتغيير الوضع الراهن في العراق». واشار الى انه يخشى من تعاظم الدور الايراني في المنطقة. وعن الدور السوري اوضح الجنرال الاميركي ان «الحدود السورية تمرر بشكل مستمر عشرات الارهابيين الى العراق ولا يوجد دليل واضح على ان دخول هؤلاء بتخطيط من الحكومة السورية». وعن تفجيرات «الاربعاء الدامي» قال لا نستطيع تأكيد ضلوع سورية بالحادث على رغم انها وقفت وراء حوادث سابقة فالأدلة الجنائية التي جمعتها القوات الاميركية من اماكن تفجيرات آب (اغسطس) الماضي سلمناها في اليوم ذاته الى الجانب العراقي والأمر يعود الى المحققين العراقيين لكن، من جهتنا لا نستطيع تأكيد ذلك. وتابع نائب القائد العام للفيلق المتعدد الجنسية «اننا نستغرب نفي الحكومة العراقية تسلمها دعماً اميركياً يوم الحادث ونعتقد ان هذا النفي كان لأسباب دعاية تقف ايضاً وراء تأكيدها ان يكون الانتحاريون الذين نفذوا التفجيرات هم موقوفون سابقون في المعتقلات الأميركية على رغم ان القوات الأميركية نفت ذلك سابقا». وفي موضوع الحوار مع الجماعات المسلحة كشف الجنرال هانت عن توقف جميع هذه الحوارات باستثناء الحوار مع جماعة «عصائب اهل الحق» المنشقة عن التيار الصدري. وقال «اننا بانتظار ان تقدم هذه الجماعة الادلة على حسن النوايا وان تتخذ خطوات ملموسة وتلقي السلاح وتنخرط في العملية السياسية كي نستطيع اكمال الحوارات معها». واضاف «لكن بعض اعضاء هذه الجماعة أيديهم ملطخة بدماء العراقيين وعلى السلطات العراقية ان تحاكمهم». وشدد على ان المعتقلين الذين اطلق سراحهم من اتباع هذه الجماعة في صفقة تبادل مع اسرى برطانيين «اثبتت التحقيقات انهم لم يرتكبوا جرائم». واضاف «اما الجماعات المسلحة السنية فإننا نقدم لها العرض ذاته شريطة القاء السلاح اولاً ثم الحوار». وكان اتفاق جرى اخيراً بين الجانبين البريطاني والاميركي عبر وسيط برلماني عراقي تضمن تسليم السفارة البريطانية المختطفين الخمسة مقابل اطلاق عشرات المعتقلين من اتباع «عصائب اهل الحق». وتحدث الجنرال هانت ايضاً عن «نضوج وتطور القوات العراقية «. وقال «انها اثبتت قدرة على تحمل كامل المسؤوليات الامنية وان ما حدث من خروقات كانت تحصل ايضاً عندما كانت القوات الاميركية داخل المدن قبل الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي. وذكر ان حماية الانتخابات التشريعية المقبلة هو هدف التدخل الاخير المعلن لقوات بلاده بشكل مباشر ولا يتوقع ان يحتاج الجانب العراقي مساعدات امنية اخرى باستثناء الانتشار في المناطق المتنازع عليها اذا امر به رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.