أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية الخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن بن محمد سفر أكد أن الشريعة الإسلامية جاءت لإقامة العلاقات بين المجتمع على الألفة والمحبة والترابط، كما أنها خصصت في نظام الأسرة ما يتعلق بالتقاء الرجل والمرأة، ويكون ذلك وفق اقتران منظم كما قال تعالى «ومن آياته أن خلق لكم أزواجا من أنفسكم لتسكنوا إليها»، وقد نصّب لها الشارع الحكيم الولي، والولي هو صمام أمان بالنسبة إلى المرأة، فإذا خطبها خاطب يكون عن طريق وليها، ولكن الفقهاء بيّنوا من خلال عرض المرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءت للرسول وقالت يا رسول الله أني قد وهبت نفسي إليك، فقالوا هذا من خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظراً إلى أن الشريعة جاءت نصوصها صالحة لكل زمان ومكان، استنبط الفقهاء من عرض المرأة نفسها على الرسول أنه أمر خاص، ولكن يمكن لولي الأمر أن يتحرى أمر رغبتها مثل قصة سيدنا عمر، عندما عرض ابنته حفصة رضي الله عنها على الصحابة سيدنا عثمان وسيدنا أبوبكر وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال جمهور الفقهاء أن يتحرى ولي الأمر الرغبة فيمن ينفع لابنته، وقد يكون في الأمر حساسية ولكن ممكن أن ينظم بطريقة سرية، كعرض الأب مواصفات لزوج ابنته أو يخطبها أحدهم». ويرى أن «الإشكال في حال عرضت المرأة نفسها مباشرة، مما يحدث في الأمر خدش في الحياة الزوجية، وقد يعيرها بعد الزواج ويقول لها «أنتي التي عرضت الزواج علي وخطبتني»، وسدا للذرائع يجب ألا تكون المرأة سلعة وتعرض نفسها وما سيقسمه للمرأة سيأتي ويجب أن يكون إيمان الفتاة بأن الزواج بأمر الله، ومهما يكن من رغبة ومن إلحاح يعود الأمر كله لله، فيهيئ لها في الوقت المناسب أسباب سعادتها». ويؤكد «وسواء كانت المرأة بكراً أم ثيباً فالمرأة هي المرأة والزواج هو الزواج، والثيب باعتبارها مرت بتجربة سابقة لابد أن توضح بصراحة رغبتها في الزواج، ويجوز أن تلتقي الشاب اللقاء الشرعي بحضور من يتولى أمرها ليكاشف كل منهما عما في نفسه، والفقهاء وضعوا لهذا الأمر إطاراً بأن تُستأذن البكر وتستأذن الثيب في الاقتران». واقترح سفر أن يتم تفعيل دور سيدات المجتمع في مجالس الأحياء، خاصة ممن كانت من أهل الدين والخبرة والدراية، بأن يقمن باستقراء واستكشاف رغبة من تخاف العنوسة، ويبدين رغبتهن ويوصلنها إلى مجلس الأحياء بسرية، وذلك ما يحفظ لها كرامتها ويؤمنها من الاستغلال والابتزاز، لأن العرض ليس إلا حل وقتي تظهر سلبياته الكثيرة بعد الزواج لان الرجل لم يَسْعَ خلفها بل هي من عرضت نفسها عليه».