تلقت الحركة الإسلامية المتشددة في أوزبكستان ضربة قوية بعد الإعلان أمس، عن مقتل زعيمها طاهر يولداشيف بضربة جوية أميركية غرب باكستان الشهر الماضي. ورجح خبير روسي في شؤون الإرهاب تحدث الى «الحياة» ان تواجه الحركة الاوزبكية المتشددة «صعوبات جدية» في غياب زعيمها، مشيراً الى احتمال تدخل تنظيم «القاعدة» لاختيار خلف ليوداشيف على رأس الحركة لضمان استمرارها وتماسكها. وأكد مسؤولون أمنيون في باكستان أمس، أن يولداشيف الذي تربطه علاقات وثيقة بقادة «القاعدة»، قتل بضربة جوية أميركية في شمال غربي باكستان، حيث لجأ ومئات من مقاتليه بعد إطاحة نظام «طالبان» في أفغانستان أواخر العام 2001. وأفادت تقارير بأن يولداشيف أصيب بجروح خطرة بهجوم صاروخي شنته طائرة أميركية من دون طيار على مخبئه في منطقة ساراروغا في جنوب وزيرستان خلال الأسبوع الأخير من آب (أغسطس) الماضي. وتوفي لاحقاً، متأثراً بجروحه. ولعب القائد الأوزبكي أدواراً مهمة في نشاط «القاعدة» قبل بدء الحرب على أفغانستان وحتى مقتله في باكستان، وكان اسمه الخامس في الترتيب على اللائحة الأميركية للمطلوبين الأكثر خطورة. وخصصت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى توقيفه. كما يعتبر يولداشيف «المطلوب الرقم واحد» في منطقة آسيا الوسطى، وهو خدم في الجيش السوفياتي في أفغانستان، لكنه عاد من هذه الحرب ناشطاً في جماعة إسلامية متشددة. وأسس في نهاية العهد السوفياتي جماعة أطلق عليها «مجتمع العدل» ونصّب نفسه أميراً لها. كما ساهم في تأسيس عدد من الجماعات المتشددة شبه العسكرية، وبينها «إسلام لاشكار لاري» و «توفبا». وفور انهيار الاتحاد السوفياتي قاد تمرداً في منطقة لامنغان الأوزبكية وأعلنها إمارة إسلامية، أدار شؤونها وأقام فيها محكمة شرعية وسجناً، قبل إحباط القوات الأوزبكية تمرده العام 1993. بعدها فر الى أفغانستان واستخدمها قاعدة. وانضم الى نشاط «طالبان» وأصبح واحداً من الرموز المعروفة في تنظيم «القاعدة». وانطلق يولداشيف من شمال أفغانستان العام 1999، لشن هجوم واسع استهدف مناطق في طاجيكستان وقرغيزستان، كما اتهم بتدبير محاولة انقلاب في العام ذاته في أوزبكستان، حيث حُكِم غيابياً بالإعدام. وقال ل «الحياة» رئيس معهد «الدين والسياسة» في روسيا الكسندر إيغناتينكو الذي يعتبر من أبرز الخبراء في شؤون الحركات الإسلامية في آسيا الوسطى، ان غياب يولداشيف سيخلق «صعوبات جدية لدى الحركة الأوزبكية وسيؤثر بقوة على نشاطها ومصيرها». ولم يستبعد أن تشهد الحركة الإسلامية الأوزبكية صراعات كبرى على خلافة يولداشيف، مرجحاً أن يتكرر الوضع الذي عانت منه «طالبان – باكستان» بعد مقتل زعيمها بيت الله محسود أخيراً.