هبطت ست مقاتلات من نوع «أف 15» ترفع العلم السعودي أمس على مدرج قاعدة ديجون العسكرية الجوية، في إطار مناورات «الدرع الأخضر 2» التي تبدأ عملياً الاثنين المقبل، وتمثل بحسب الطرفين الفرنسي والسعودي تتويجاً للشراكة الاستراتيجية بينهما.وكان في استقبال الطائرات وطياريها الستة، الذين أقلعوا من قاعدة الملك فهد الجوية وحلقوا على مدى سبع ساعات متواصلة، قائد قاعدة ديجون الكولونيل برونو باكانيني وقائد المجموعة السعودية العقيد الطيار الركن حامد بن رافع العمري والملحق العسكري في السفارة السعودية لدى فرنسا العماد عبدالله السحيباني. وتشكل هذه المناورات، التي تستمر عملياً عشرة أيام، الجزء الثاني من «الدرع الأخضر 1» التي كانت أُجريت بين قوات الجو السعودية والفرنسية فوق أراضي المملكة عام 2007. وبعدما صافح المستقبلون الطيارين، أبلغهم السحيباني تحيات القيادة السعودية، وتمنى لهم النجاح في مهمتهم، مؤكداً أن المملكة تضع ثقتها بهم. ويشارك في التمارين، إضافة الى المقاتلات الست، ثلاث طائرات «كي أي 3 أ» مزودة بالوقود و11 طائرة نقل من نوع «سي 130»، فيما يقدر عدد الأفراد المشاركين فيها بحوالى 180 عنصراً. أما عن الجانب الفرنسي، فتشمل المشاركة مختلف الطائرات المستخدمة من سلاح الجو الفرنسي من «رافال» و«ميراج 2000» و«أواكس» و«الفا جيت» ومروحيات. وتمثل هذه التمارين تطوراً في إطار التعاون العسكري السعودي - الفرنسي الذي وصفه العمري بأنه «كبير وقديم» في المجالين البري والبحري، بموجب عقود، وبات يشمل الآن المجال الجوي. وعن هدف هذه التمارين الجوية المشتركة، أوضح العمري أن للقوات الفرنسية «تاريخاً عريقاً جداً وهي متمكنة»، لافتاً الى أن التمارين المشتركة تتيح التعاون والاستفادة من الإمكانات الإلكترونية الموجودة في فرنسا، علماً أنها من الدول النادرة التي تستثمر في هذا المجال وتعد «لحروب الغد». في المقابل، تستفيد القوات الفرنسية بدورها، بحسب العمري، من تدريباتها في المملكة، نظراً إلى الخبرة والكفاءة التي أثبتتها القوات السعودية في حروب كبيرة مثل حرب تحرير الكويت. وأضاف العمري أن لدى السعودية مناطق تدريب واسعة وطائرات متنوعة، ووفرتها تتيح تنفيذ المهمات المشتركة كافة في المملكة. وأكد أن أهمية التمارين المشتركة مردها الى أن الحروب والعمليات العسكرية المقبلة مشتركة، وأن العمل بكفاءة مع الدول في ظل تنوع المعدات وتنوع البيئة يضفي على المناورات الجوية المختلطة كثيراً من الفوائد. وأوضح العمري أن التمارين تندرج ضمن برامج تدريبية معدة مسبقاً من قيادة القوات الجوية السعودية بالتنسيق مع الجانب الفرنسي. وعما اذا كان يعتبر أن توسيع نطاق التدريبات لتشمل القوات الجوية قد يمهد لعقود توقع بين البلدين في مجال الطيران، قال قائد قاعدة ديجون الكولونيل برونو باكانيني إن هذا الأمر يعود الى المسؤولين والقادة السياسيين. كما أكد السحيباني أن السعودية تريد توثيق علاقة التدريب مع فرنسا. أما في ما يخص المشتريات العسكرية فهذا شأن القيادة العليا والقيادة السياسية. واستدعى الإعداد للتمارين عشرة أشهر من التنسيق والاتصال مع الدول التي حلقت المقاتلات السعودية في أجوائها وصولاً الى فرنسا. ورأى باكانيني من جهته أن القيام بمهمات قتالية مشتركة، يشكل جوهر المناورات، بما يتيح التعرف على طريقة عمل القوات الأخرى.