عاش الفلسطينيون في قطاع غزة أمس أجواء من الفرحة لم يعهدوها منذ سنوات عدة، عندما سرت معلومات، تبين لاحقاً أنها إشاعات، أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي أطلقت أسيرتين من قطاع غزة كانت قررت إطلاقهن اليوم الجمعة.وستطلق سلطات الاحتلال الأسيرتين فاطمة الزق ورضيعها، وابنة شقيقها روضة حبيب اللتين اعتقلتا على معبر بيت حانون «ايرز» في أيار (مايو) 2007، في إطار صفقة توصل إليها الوسيط الألماني ارنست أورلاو برعاية مصرية تتضمن إطلاق 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط مصور مدته دقيقة واحدة يُظهر الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت على قيد الحياة. ولم تكن الأسيرة حبيب ضمن صفقة العشرين أسيرة، لكن إطلاق إحدى الأسيرات من لائحة المنوي إطلاقهن، وهي براءة ملكي (15 عاماً)، من قبل سلطات الاحتلال أول من أمس جعل «حماس» تطالب باستبدالها، الأمر الذي تم بالأسيرة حبيب. وكان مئات المواطنين من أقارب الأسيرتين وأنصار حركة «حماس» انطلقوا ظهر أمس في مسيرات حاشدة من غزة إلى معبر بيت حانون «ايرز» لاستقبال الأسيرة الزق وطفلها يوسف (18 شهراً)، والأسيرة روضة. وجرت استعدادات كبيرة لتنظيم احتفالات في مدينة غزة مسقط رأس الأسيرتين، وكذلك استقبال رسمي من قبل رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنية الذي قرر أن يعقد مؤتمراً صحافياً لهذه المناسبة. وتأتي هذه الاستعدادات والاحتفالات في إطار سعي «حماس» إلى استثمار هذه الصفقة الجزئية إلى أقصى مدى ممكن، في وقت حسنت الصفقة، ولو قليلاً، من شعبية الحركة التي تراجعت خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب ممارساتها القمعية وكبت الحريات العامة والتعذيب في سجونها. لكن شعبية الحركة ستسترد كثيراً من بريقها في حال تمكن الوسيطان الألماني والمصري في تذليل العقبات أمام صفقة تبادل شاملة للأسرى بين اسرائيل من جهة، و «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» من جهة اخرى. وكان القيادي البارز في «حماس» الدكتور محمود الزهار كشف أن مفاوضي صفقة تبادل الأسرى «يخوضون مفاوضات يومية تستمر بضع ساعات». ووصف هذه المفاوضات بأنها «صعبة وشاقة ومرهقة». وأضاف في لقاء مع فضائية «الأقصى» التابعة ل «حماس» بثتها ليل الأربعاء - الخميس أن «القضايا التي تطرح في صفقة التبادل تبدو للوهلة الأولى غير ممكنة، لكن ليس هناك شيء صعب». وأوضح أن «المفاوضين الفلسطينيين يخوضون مفاوضات يومية تستغرق ساعات طويلة يتم خلالها مناقشة التفاصيل الدقيقة وكل اسم أسير». وشدد على أن «حماس تبذل قصارى جهدها من أجل الوصول إلى صفقة تبادل مشرّفة يفرج من خلالها عن شخصيات مهمة جداً»، بينها الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي، وغيرهم من قيادات «حماس». ولفت الى العقد التي تعرقل الصفقة الشاملة، وقال إن «حماس تضع في حسبانها أسرى الداخل (فلسطينيي 48) و(مدينة) القدس (المحتلة) والعرب». وأشار إلى أن «حماس أرادت إيصال رسالة إلى إسرائيل من خلال تسليمها شريطاً مصوراً قصيراً مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية بأنه لا شيء مجاناً». وقال إن حركته «قدمت ملف الأسيرات على كل شيء»، مشدداً على أن «باقي الأسيرات المعتقلات في أولويات المفاوضات حول صفقة التبادل». وأوضح أن «حماس» قدمت لإسرائيل «عبر الوسيط قوائم الأسيرات لتختار هي من تريد الإفراج عنهن مقابل الشريط».