يعاني الأطفال الذين يولدون لأمهات يدخنّ خلال فترة الحمل من عوارض مرضية من بينها الهلوسة والأوهام. وأظهرت دراسة بريطانية حديثة شملت مجموعة من الأطفال في الثانية عشرة من العمر أن الذين ولدوا من بينهم لأمهات كنّ يدخن خلال فترة الحمل كانوا أكثر عرضة للاصابة بهذه العوارض من غيرهم بحوالي 20%. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه بحسب الدراسة فإن هذه النسبة تقفز إلى 84% إذا دخنت الأم الحامل عشرين سيجارة أو أكثر في اليوم. وحذر الباحثون من أن تعرض الجنين في الرحم لتأثير التبغ قد يؤثر على تطور دماغه ولكنهم قالوا إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول هذه المسألة. والدراسة التي أعدها باحثون في جامعات كارديف وبريستول وورويك جزء من دراسة أشمل عن الآباء والأطفال وتهدف لمعرفة تأثير العوامل الجينية والبيئية على الصحة بشكل عام. وفي هذا السياق، قال الدكتور ستانلي زاميت الذي قاد فريق الدراسة إن تدخين الأمهات قد يكون عامل خطر مهم يؤثر على صحة الناس. وطلب من الأطفال الذين شاركوا في الدراسة ذكر ما إذا عانوا خلال الأشهر الستة الأخيرة من الأوهام أو الهلوسة فاعترف 11% منهم بأنهم عانوا من ذلك. إلى ذلك، قال باحثون إن نتيجة هذه الدراسة تعزز المنطق الذي يطالب بامتناع النساء عن التدخين خلال فترة الحمل، مشيرين إلى أن حوالي 15% من البريطانيات لا يزلن يدخنّ خلال فترة الحمل. وقال زاميت إن العلاقة بين تدخين الامهات وتعرض الاطفال لعوارض الهلوسة أو الأوهام غير واضح حتى الآن، لكنه رجح أن يكون لذلك علاقة بتطور نشاط الدماغ المسؤول عن التركيز والادراك، داعياً للتوسع وإجراء المزيد من الابحاث حول هذه النقطة.