لا تزال المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمينة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تشغل خبراء الأمن والمفرقعات في أرجاء العالم، خصوصاً الطريقة التي استخدمها الانتحاري عبدالله عسيري في إخفاء قنبلته التي أضحوا يصطلحون على تسميتها «القنبلة الشرجية». ورأى قسم منهم أنه نظراً لعدم إمكان اكتشافها من قبل أجهزة الكشف المعتادة في المطارات والموانئ، فإنها ستثير تعقيدات جمة بالنسبة الى المسافرين وزمن صعودهم الى طائراتهم وسفنهم، فيما اكد آخرون أنها لن تقتل سوى حاملها، وأن قوة الانفجار ستتجه صوب أقرب مخرج لمخبأ القنبلة. وفي حين اعتبر خبراء أمنيون ان محاولة الاغتيال الفاشلة تعني أن تنظيم «القاعدة» قرّر بعد الضربات الموجعة التي ألحقتها به قوات الامن السعودية تنشيط عملياته ولكن بأرخص كلفة تمكنه، بتكليف انتحاريين باغتيال شخصيات قيادية وأمنية، استناداً الى كتاب «تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سُنَّة الاغتيال» لمؤلفه المتطرف فارس أحمد الزهراني، وصف أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستاون الأميركية برنارد هايكل فشل محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بأنه تجسيد لنجاح الاستراتيجية الأمنية السعودية ولكيفية فشل «القاعدة» في نفخ الروح في تنظيمها الذي سحق تماماً في السعودية. وقال - في مقال نشر في بريطانيا وأميركا - أنه يحق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يفخر بأن بلاده أنجبت قائداً أمنياً استطاع كسر ظهر «القاعدة»، على الأقل داخل السعودية، وهو الأمير محمد بن نايف.