وقّع رئيس مجلس الشيوخ السويسري آلان بيرسي مع رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، اتفاق تعاون بين المجلسين يشمل تبادل زيارات العمل وإقامة دورات تدريبية لموظفي مجلس النواب في مجلس الشيوخ السويسري وكل ما يتعلق بالتشريعات الدولية.وحضر التوقيع الأمين العام لمجلس الشيوخ والسفير السويسري لدى لبنان فرنسوا باراس، ولجنة الصداقة اللبنانية - السويسرية برئاسة النائب أنور الخليل وعضوية النواب باسم الشاب، ايلي عون، علي فياض، محمد قباني وسليم سلهب والأمين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر ومدير شؤون الرئاسة علي حمد، وجرى عرض للتطورات والأوضاع في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التعاون بين المجلسين. وجال بيرسي في القاعة العامة واستفسر من بري عن بعض الشؤون المتعلقة بالجلسات وطريقة إدارتها والتجربة اللبنانية في هذا المجال. وانتقل الجانبان مع الوفدين الى أحد المطاعم في قلب بيروت التجاري حيث أولم بري على شرف ضيفه. وكان بيرسي التقى عدداً من الاعضاء السابقين للجنة الادارة والعدل وهم: مقرر اللجنة النائب نوار الساحلي والنواب نعمة الله ابي نصر، ايلي عون، سيرج طورسركيسيان، علي بزي وسليم كرم. وعرض بيرسي واقع المؤسسات الدستورية في سويسرا والانظمة الانتخابية المعتمدة لمجلسي النواب والشيوخ ولمجالس المقاطعات. واستفسر عن القانون الانتخابي في لبنان، وعن التمثيل المناطقي والطائفي، وعن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وتناول البحث ايضاً اللامركزية الادارية، وجرت مقارنة بين وضع سويسرا بالنسبة الى محيطها الاوروبي ووضع لبنان. والتقى بيرسي لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – السويسرية، وجرى عرض عدد من القضايا التي تهم المجلسين وسبل تعزيز التعاون بينهما، اضافة الى الاوضاع السياسية في لبنان. وفي لقاء مع مجموعة من الصحافيين الذين سبق أن زاروا بلاده في نطاق التعرف الى النظام السياسي السويسري قال بيرسي إن الزيارات المتبادلة تسمح بتطوير الاتصالات بين لبنان وسويسرا لأن لديهما أوجه تشابه! «فبلدانا صغيرا الحجم جغرافياً وكبيران ثقافياً وكلانا في محيط أوسع وأكبر يؤثر فنياً». وتحدث عن بنية اقتصادية متشابهة لجهة أهمية المصارف والسياحة وهما قطاعان مفتوحان على الخارج. وسويسرا قلب أوروبا ولبنان قلب المنطقة هنا، فضلاً عن انتمائهما الى الفرنكوفونية على رغم أن الفرنسية لغة أقلوية في سويسرا لكننا نتبادل لغة مشتركة ثقافة بلدين متعددي اللغات. وعن مواضيع زيارته قال: «أعلم أن هناك نقاشاً لبنانياً في إمكان قيام مجلس شيوخ، وسنتداول في هذا الأمر. ومقارنتنا لنظامنا مع أنظمة أخرى تسمح لنا بتطويره». وأوضح أنه بتناوله «الأوضاع السياسية في بلدينا تناولنا دور سويسرا المستقبلي إذ أنها ساهمت العام 2007 في حوار بين الفرقاء اللبنانيين واستضافته وقلت إننا مستعدون. إذا أراد لبنان أن نواصل دورنا كمسهّل وكحاضن لحوار ونقاش بين اللبنانيين فلبنان بلد مهم لسويسرا، وفي تجربتنا أن الاطار مهم لحل المشاكل عندما لا تجد لها حلاً في مكان حصولها». وقال إنه حين عرض الفكرة على الرئيس ميشال سليمان أبلغه أنه يقود حواراً بين الفرقاء. وعن مقارنته بين الديموقراطية التوافقية التي يجرى الحديث عنها في لبنان لمناسبة أزمة تأليف الحكومة التي طالت 3 أشهر، وتلك التي في بلاده، أشار الى أننا في سويسرا «نتحدث أكثر عن ديموقراطية التطابق أكثر من الديموقراطية التوافقية ونظامنا هذا يقوم على تشاور واسع قبل اتخاذ أي قرار وبناء القرار يأخذ وقتاً. وأنا كمراقب وصديق للبنان شعرت من قراءة الصحف بأن هناك نوعاً من التوتر ويجب أن يحصل تقدم. 3 أشهر ليست مدة طويلة. تعلمون أن تشكيل الحكومة في بلجيكا أخذ وقتاً. وهذه مسألة سياسية داخلية لا تطرح علينا في سويسرا. وشعوري أن هناك حواراً يتم ولي ثقة بقدرة لبنان على الخروج من الأزمة». وعن المؤثرات الخارجية قال: «ليس دوري أن أقول لكم كيف، لكن سويسرا على رغم صغرها نستطيع التوصل الى اتفاق ونشعر أيضاً بأن هناك شعوراً بالمسؤولية عندنا، أشعر أننا نمتلكه بحيث نتخذ القرارات من تلقاء أنفسنا، على رغم المؤثرات الخارجية». وذكّر بأن لبنان الدولة حديث العهد، فيما سويسرا بلد نشأ العام 1211 وتعرض لحروب أهلية الى أن نشأت سويسرا الحديثة العام 1848 حين خرجنا من الحروب الأهلية الى أولوية الحوار عبر المؤسسات وضمان موقع لكل الفئات الموزعة بين اختلاف الجنسية واللغة.. الخ وبتنا نتخذ قراراتنا شيئاً فشيئاً بأيدينا وأخذنا نخفض المؤثرات الخارجية وهذا أخذ وقتاً ويتطلب صبراً». وأشار الى أن السفارة في بيروت ستنظم مؤتمراً حول الادارة الديموقراطية للتعددية والى «أن لدينا تجارب مختلفة لأن اطارنا مختلف لكن التبادل يسمح باغناء النقاش لتبادل المعلومات». وحين سئل عن استضافة جنيف اليوم لحوار الدول الغربية مع ايران قال إن بلاده تؤمن بفضيلة الحوار. وأشار الى أنه وجه دعوة الى الرئيس بري لزيارة سويسرا.