كشف مصدر مسؤول في المديرية العامة للسجون بمحافظة الطائف ل «الحياة» ارتفاع قضايا المخدرات بين السجناء في المحافظة، وكثرة عودتهم إلى السجن بعد خروجهم، نتيجة لقضايا المخدرات، مرة أخرى، مبيناً أن أحد السجناء عاد 15 مرة إلى السجن بقضية مخدرات، فيما بلغت أعمار بعض السجناء في قضايا المخدرات 70 عاماً، قضوا نصف أعمارهم في السجن بسبب قضايا المخدرات. وأوضح المصدر أن تعاطي المخدرات يعد الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها السجين بعد خروجه من السجن، والتي تعيده أيضاً مرة أخرى إلى السجن بسبب الانتكاسة، مرجعاً ذلك إلى هرب السجين من نظرة المجتمع ليقع في مصيدة المخدرات، وذلك عقب إنهاء محكوميته الأولى. وأضاف: «إن نظرة المجتمع تدفع بعض السجناء الى العودة مرة أخرى إلى السجن، هرباً من تلك النظرة التي لا تغفر ارتكابه للخطأ وترفض اندماجه في النسيج الاجتماعي، وترى أنه عنصر فاسد يشكل خطورة عليهم، فيتجنبون حواره ومخالطته أو التحدث معه، وقد يتجاوز الأمر إلى جوانب أخرى كعدم الموافقة على زواجه، ونبذه من الجميع ما يولد لديه شعوراً بأن البقاء خلف قضبان السجون نعيم مقارنة بجحيم نظرة المجتمع السلبية». وأشار المصدر إلى أن المديرية العامة للسجون تشارك في أسبوع النزيل الخليجي الذي انطلقت فعالياته الأحد الماضي، إذ اقترحت المديرية عمل دراسات نفسية وصحية لبعض المساجين الذين يعودون إلى السجن أكثر من مرة، إضافة إلى أن بعض المساجين تصل أعمارهم إلى 70 و60 عاماً في قضايا المخدرات، موضحاً أن تلك الدراسات ستساعد في معرفة مدى النزوة الإجرامية المتكررة لدى شخصية السجين. وشدد على أن المجتمع يحمل على عاتقه مسؤولية تجاه السجين للإسهام في تعديل سلوكه، وإعادته إلى جادة الصواب كعنصر فاعل ومنتج، وذلك بتقبله عنصراً مشاركاً في المجتمع وغض الطرف عن الخطأ الذي ارتكبه في تاريخه، مضيفاً: «أرى أن من العوامل التي ستسهم في تعديل السلوك لدى السجين إدراجه طيلة مدة المحكومية في دراسة إلزامية، وليست اختيارية بصورة يومية من الصباح حتى ما بعد الظهر، طيلة أيام الأسبوع، لا سيما من حكم عليهم بالسجن لأكثر من سنة». وتابع: «يجب أن تهتم تلك الدراسة بعلمي النفس والاجتماع، وتستهدف في الدرجة الأولى تعديل السلوك والتوعية وبناء الشخصية من جديد والقضاء على وقت الفراغ، وذلك وفق مناهج يتم إعدادها على أيدي متخصصين، وسنحصد نتائج إيجابية بعد إجراء الدراسة».