أعربت الخرطوم عن خيبة أملها ازاء رهن الإدارة الأميركية تطبيع علاقتها معها بإحراز تقدم في سلام دارفور وتطبيق اتفاق السلام الشامل في الجنوب. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تُجري حالياً مراجعة لسياستها إزاء السودان مشددة على أن شيئاً لم يُحسم بعد في هذا الصدد. وأوضحت أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شاركت الثلثاء في اجتماع في البيت الابيض راجع السياسة الأميركية تجاه السودان. وأعرب مسؤول رئاسي في السودان عن خيبة امله ازاء رهن الادارة الاميركية تطبيع علاقتها معها باحراز تقدم في سلام دارفور وتطبيق اتفاق السلام الشامل في الجنوب واعتبر ذلك محاولة جديدة للضغط على حكومته مؤكداً انها لا تتحمل مسؤولية بطء عملية السلام في دارفور أو اي تأخير في تنفيذ سلام الجنوب. وقال ل «الحياة» إن مجموعات ضغط ومسؤولين في الإدارة الأميركية من بينهم كلينتون والسفيرة في الاممالمتحدة سوزان رايس لا يفضلون أي تقارب بين السودان والولايات المتحدة ويتبنون مواقف متشددة ازاء الخرطوم، لافتاً إلى أن حكومته ستسلك الحوار وتنتهج سياسة «النفس الطويل» مع واشنطن لتجاوز المطبات التي توضع امامها. الى ذلك، كشفت الحكومة السودانية عن جهود كبيرة باتجاه تطبيع علاقتها مع جارتها الغربية تشاد، وأقرت للمرة الأولى بدعمها المعارضة التشادية «معاملة بالمثل لأن النظام التشادي يدعم الحركات المتمردة في دارفور». واعترف مسستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان خلال مخاطبته لجنة التعاون لفض النزاعات في البرلمان الأفريقي التي تزور الخرطوم، بدعم حكومته المعارضة التشاديّة، وقال «إذا كانت تشاد تعاني من مساعدتنا لمعارضيها فنحن لا ننكر ذلك ما دامت هي تدعم الحركات المتمرِّدة في دارفور». وزاد: «إذا أوقفت دعمها سنوقف كذلك»، مؤكداًَ أن السودان غير مهتم بتغيير النظام التشادي. من جهة أخرى، اعتمد مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الرئيس عمر البشير مرشحاً للحزب للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (ابريل) المقبل، كما اعاد ترشيحه لرئاسة الحزب لدورة جديدة. وينتظر ان يقر المؤتمر العام للحزب الذي يعقد اليوم ذلك. وأعرب البشير امام اجتماعات مجلس شورى حزبه عن أمله ان يكون عند حسن ظن الشعب السوداني وقيادة وقواعد الحزب وان يقدم ما ينفع البلاد والعباد. وَشَكَرَ البشير الذين قَدّموه للترشيح، وقال: «كنت أتمنى بعد عشرين عاماً أن يكون للمؤتمر الوطني مرشح، بخاصة لقناعتي أنه يضم الآلاف من القيادات المُؤهّلة»، وتابع: «هذا الترشيح تكليفٌ وابتلاءٌ جديدٌ لأنّها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلاّ من أدّاها بحقها».